المقالات

ميليشيات مقننة


( بقلم : علاء الموسوي )

في الوقت الذي تسعى فيه الاطراف السياسية الفاعلة في الحكومة الى تعزيز دور القانون واحترام الدستور، وحسر السلاح بيد الدولة وحدها من دون اللجوء الى الاختيارات والفرضيات الثانوية في استتباب الامن والاستقرار في البلد، نجد ان الحكومة وللاسف تتجه نحو مفهوم عسكرة المجتمع بذريعة الحفاظ على المكاسب الامنية التي تم تحقيقها بفضل السطوة العسكرية المشتركة بين العراق والقوات المتعددة الجنسية، من خلال تعميم فكرة مجالس الاسناد العشائرية لدعم الحكومة في عملياتها العسكرية والاستخباراتية.

فبدلا من ان تتجه الحكومة الى التفكير بنواح موضوعية ومنطقية للتخلص من هيمنة مجالس الصحوة في بعض المناطق ، والتي اصبحت هاجس امني مخيف بسبب ترك اكثر من 70 الف مقاتل خارج التشكيلة الامنية للحكومة، فضلا عن وجود الاختراقات الامنية من قبل تنظيم القاعدة لصفوف تلك المجالس المهمشة امنيا. نرى ان تفكير الحكومة لايتعدى الخيارات العسكرية الخاطئة في محاولة تطهير البلاد من تنظيم القاعدة والخارجين على القانون. فقانون التوازنات الطائفية والعسكرية مازالت متخمة داخل اروقة الحكومة وقيادة عملياتها الامنية، فمجالس الصحوة والاسناد و.... وغيرها من الخيارات الامنية ما زالت تجد الطريق معبدا لها من قبل الحكومة في توسيع الصلاحيات بين الاطراف المتضادة في المجتمع العراقي. اذ تجد الهم الشاغل لدى مكونات مجالس الصحوة هو كيفية ايجاد ضمانات سياسية من عدم عودة عناصر جيش المهدي عسكريا، والذي دفع الاخرين الى التفكير في ايجاد حالة من التوازن الطائفي على اقل تقدير.

 ناهيك عن تحجج القيادات السياسية من الجانب الاخر في ريبتهم من وجود هكذا اعداد كبيرة من مقاتلي الصحوة في مناطق بغداد ذي الطيف الواحد، والذي شكل عائقا كبيرا امام عودة العوائل المهجرة اليها. وبين هذه الهواجس المتضاربة تأتي الحكومة لتطمئن هاجسها (السياسي) في محافظات الجنوب،في تشكيل مجالس اسناد للحكومات المحلية، لتصطبغ بتلك المحاولة حالات من ايجاد التناحر والفرقة بين عشائر الجنوب، التي حكمها النظام الاستبدادي لاكثر من ثلاثة عقود في مناخات متضادة بين المكونات العشائرية. يجب على الحكومة ان تجد اساليب حديثة ومنسجمة مع التوجه الديمقراطي في العراق الجديد، في كيفية القضاء على مظاهر العنف والاستبداد، بعيدا عن مفهوم المؤسسات العسكرية داخل المجتمع، وتوظيف المؤسسات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني في تأطير حالة العراق نحو السلم الاهلي، ورفض كل مظاهر العسكراتية الاجتماعية التي اوصلت العباد والبلاد الى سنوات من الحروب والخراب، والا فانها (اي الحكومة) ستعرض امنها قبل امن البلاد الى حالة من الاقتتال والتناحر الطبقي بين افراد المجتمع في ظل تقنين الميليشيات المسلحة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك