المقالات

مجالس الاسناد


( بقلم : علاء الموسوي )

يطرح على الساحة المحلية اليوم فكرة تشكيل مجالس اسناد في المحافظات والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالحكومة الاتحادية، وهذا الطرح ما زال يراوح بين اصرار الحكومة المركزية وبين رفض الحكومات المحلية باجماعها لهذه الفكرة المهددة لامن محافظاتها والمهمشة لصلاحياتها الدستورية. ولعل الاساس في اللجوء الى اختيار هذه الفكرة هي الرغبة المغمورة في داخل بعض الاطراف الفاعلة في الحكومة ، والتي مازالت تتنعم وتتباهى بالنفس الشمولي في اطلاق تصريحاتها وعناوينها الرئيسة لمشاريعها السياسية. الجميع يعلم ان الاساس في استتباب امن اي محافظة يكمن وراء قوة الحكومة المحلية وقدرتها على الامساك بجوانبها الاجتماعية والامنية، لاسيما اذا كان الطابع الرئيس في طبيعة تلك المحافظة يعتمد على الجانب القبلي والرؤية المرتبطة بالتقاليد والاعراف العشائرية، وهذا ما جعل اغلب محافظات الجنوب تعتمد على ذلك الجانب المهم في استتباب الامن وفرض القانون، فضلا عن حنكة وريادة الحكومة المحلية في تعاطيها للظروف الخاصة التي تحيط بها.

لذا تعد فكرة تأسيس مجالس الاسناد ،بطبيعتها الشمولية ستعرض امن المحافظة الى الكثير من المشاكل التي هي في غنى عنها، ناهيك عن تعرضها لخروقات امنية تتسم بطابع مخابراتي غير مدروس وخارج عن صلاحيات السلطة التنفيذية في المحافظة، وبالتالي سيكون العنوان ـ كمجالس اسناد ـ مخالف للمضمون الاسنادي لانها ستكون مسندة لاخلاق المشاكل والازمات وليست ساندة لاستتباب الامن وفرض القانون. يضاف الى ذلك طبيعة السؤال الذي يفرض نفسه (ماسبب الحاجة الى مجالس الاسناد في المحافظات الامنة؟) ، هل القضية متعلقة بنواح استثمارية للمجهود الامني الذي بذلته الحكومات المحلية؟؟؟ ام القضية لاتتعدى الاصرار على تهميش السلطة المحلية واحتياجها للنظام المركزي المتسلط برؤيته الشمولية؟؟؟.

اعتقد انه ليس من مصلحة الحكومة الاعتماد على قوى ثانوية (ظلية) مجالس الاسناد ومجالس الصحوة، مادام ليس هناك حاجة للجوء الى تلك الخيارات في ظل الاستتباب الامني والانسجام العشائري في محافظاتنا الامنة، كما ان الحاجة الملحة الى الاعتماد على تلك الخيارات، ماهو الا دليل على الافتقار والحاجة، على حساب التطوير وفرض الهيمنة العسكرية، المعتمدة على الصلاحيات الدستورية للحكومات المحلية، وهذا ما تريد ان تؤكده تلك الحكومات في دعواتها المعلنة والرافضة لفكرة مجالس الاسناد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك