المقالات

لماذا نصحو متاخرين؟؟


بقلم : سامي جواد كاظم

الصحوة هذا المصطلح الذي يحمل بين طياته عدة معاني ونتائج تتفق وموجبات حدوثها فقد تاتي بعد غفوة او بعد ندم ولكن القاسم المشترك بين اسباب الصحوة انها تاتي متاخرة دائما بحيث ان نتائج الغفوة والندم تكون قد اخذت ماخذ كبير منا . هذه المفارقة شاهدتها كثيرا ولامستها طويلا في الحال العربي من مواطن الى حاكم والاسوء عندما تكون الصحوة اكثر غباءا من الندم والغفوة .

في العراق الامثلة كثيرة جدا على ذلك فان اصحاب مجالس الصحوة نرى ان ضميرهم تحرك بعد اربع سنوات من الدم والقتل ، فهل هذا ثمن تحريك الضمير حتى يصحو ؟ ولكن على مستوى الوطن العربي تمعنوا في الكثير من القرارات التي يتخذها القادة العرب تجد ان الفرصة كانت مواتية لاتخاذها منذ زمن قبل وقت اتخاذها، حتى تجنب العرب كثير من المشاكل اضافة الى حفظ ماء وجه القائد العربي .واول قائد احمق هو طاغية العراق والامثلة لا تعد ولا تحصى على غبائه وخصوصا اتجاه جيران العراق وبقية دول العالم .

فكم حذروه من مغبة احتلال الكويت وان عليه الانسحاب الا ان غبائه وموت ضميره جعله يابى الانسحاب لحين تم ضربه على راسه بالمطرقة الامريكية وتنازله عن كل مطالبه بل التزم ما لم يكن بالحسبان بقرارات ذليلة اقرها في خيمة صفوان . اغلب الدول غباءا في هذا المنحى هي الاردن وسوريا ومصر والعراق ، فكم من قرار كان في جعبة عبد الناصر يعيش الغفوة وبعد الصحوة يحس على ما اقدم عليه من انتهاكات خطيرة في حق الشعب المصري والعالم العربي واحدى حماقاته كانت اعلانه الاستقالة من منصبه وما رافقه من مظاهرات ترفض استقالته لانهم كانوا في غفوة هم كذلك ،اليوم الشعب المصري يعيش الصحوة في حالة جمال بالامس وحالهم اليوم ولو جاء عبد الناصر ثانية ليحكم مصر لخرج الذين رفضوا استقالته يرفضون عودته .

بالامس عندما اقرت الامم المتحدة قرار التقسيم عام 1947 وكان للرئيس التونسي في حينها بو رقيبة راي عكس راي الدول الاربعة التي اشرت اليها وهو القبول بهذا القرار والذي يجعل 60% من الاراضي الفلسطينية خاضعة لهم على ان في المستقبل يستطيعون مقاتلة اسرائيل ان استجدت الامور وهذا يكون لهم موطأ قدم ، فثارت ثائرة الدول الاربعة وقطعوا العلاقات الدبلوماسية مع تونس وقطع زيارته الرئيس التونسي في حينها للاردن واتهم بالعمالة والخذلان واليوم بعد عقود من السنين الفلسطينيون بقيادة عرفات بالامس واليوم عباس يتوسلون للحصول على 13% من الضفة الغربية مقابل القضاء على حماس الا ان اسرائيل ترفض ذلك ، هذه الصحوة اشبه بالكبوة ولا نهوض من بعدها ..

ولعل قضية سوريا ومكابرتها على الوضع اللبناني وما استقر الحال من اقرار سوريا بالقرارات التي تعنتت في تنفيذها واخيرا اقرتها ونفذتها وانسحبت من لبنان بعد صحوة متاخرة . اليوم بعد ثلاثين عام تذكرت لبنان ان لها قائد تم اختطافه من قبل معمر القذافي وهي تعد العدة لاتخاذ اجراءات قانونية واخرى غير معلن عنها لمعرفة مصير قائدهم . وفي ليبيا نفسها بعد ما عانوا من الحصار سلم القذافي المطلوبين بقضية لوكربي مع التعويضات المليونية لعوائل المتضررين ، ومن ليبيا نفسها جاءهم برلسكوني ليعتذر عن احتلال قبل خمسين عام مع التعويض هل هذه صحوة ام مناورة بل وانحناء القائد الايطالي لتقبيل احد انجال عمر المختار .

كثيرا ما كابر الشيعة في بداية الاحتلال الانكليزي للعراق بداية القرن العشرين على عدم التعامل مع الاستعمار البريطاني للحفاظ على الوطن وبعد ثمانين عام من الاضطهاد شعر الشيعة ان السياسة تتطلب غير المنحى الذي هم سائرون فيه . غدا من سيصحو ويظهر تحت الخفاء ما كان يستقر في داخله . واخشى على العراق من الخلافات التي تحتدم بين الجانب الامريكي والعراقي بخصوص الاتفاقيات والمعاهدات على اننا سنوافق على قرارات رفضناها بالامس ونقبل بالاتعس منها .

نفط العرب للعرب هذا الشعار البراق الذي كان الخطوة المعتمدة في العراق لتاميم النفط اين هو الان وما حجم الثمن الذي دفعناه بسبب التاميم الذي جاء مع اول خطوة اقدم عليها البعث حال تسلمه الحكم في العراق والذي تبعه ويلات وانات واهات دفع ثمنها الشعب اعراقي من غير الحصول ولو على قطرة نفط التي هي ملكه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك