المقالات

الفساد الاداري.. ارهاب رقم 1


( بقلم : علاء الموسوي )

يكاد يكون الإرهاب المفهوم الأكثر تداولاً في الأدبيات السياسية والإعلامية والفكرية لدى الشأن العراقي. هذا لان الأمر يستحق ذلك، فالإرهاب يأكل بأجساد أبناء شعبنا، ويقتل الناس على الهوية، ويذبح الصغار والكبار ولا يستثني أحدا. الإرهاب سيبقى لمئة عام قادمة الأكثر رسوخا في أدبياتنا نحن العراقيين، وربما سنتذكره كما يتذكر اليابانيون هيروشيما ونكازاكي والقنبلة الذرية. الإرهاب أكبــر وأعظم من إعصار تسونامي وريتا وكاترينا، وأبلغ أثراً من زلازل وفيضانات المسيسبي في الولايات المتحدة. وحين نقول بأن الإرهاب مفهوم مدمر وآفة خطيرة وسيف مشهر فوق رقاب العراقيين، فذلك بسبب ما يفعله الإرهابيون بالابرياء من ابناء شعبنا ، سواء كان ذلك في السوق ام في المدرسة ام بأستهدافهم لقواتنا الامنية الباسلة. لكن ماذا عن إرهاب الفكر وإرهاب الفساد؟.

لماذا لا تعمل حكومتنا الموقرة على تأصيله في المدارس والمساجد والجامعات كما عملت وتعمل في الإعلام والصحف وتصريحات قادة السلطات الثلاث على تأصيل كراهية الإرهاب الدموي. إذا كان الإرهاب يستهدف رقاب المواطنين وحياة الأطفال والشيوخ والنساء والشباب والمتاجر والأسواق وكل شيء، فإرهاب الفساد يستهدف تحويل العراق وطناً لأبناء الذوات، ويوسع الفجوة ما بين الناس ويؤسس لطبقية فاحشة لم يسبق أن تعرف عليها كارل ماركس في رأس المال، ولافيورباخ في أصول الماركسية. المعاناة التي يعيشها المواطن العراقي هي بحد ذاتها ارهاب بحق الانسانية، بل هي جرم لايمكن التغاضي عنه، في الوقت الذي بات الكل يأمل بحياة سعيدة تعوض عن الام السنين وجراحه في العقود الثلاثة الماضية التي عاشها العراق، املاً في اليوم الذي ترفع عنه المظلومية والحرمان.

لانريد ان نذكر الاحصائيات للاموال التي سلبت من ثروات وخيرات العراق من صفقات مشبوهة ووثائق مالية مزورة، لان هذا من وظيفة الحكومة المنتخبة التي حملها الله والشعب المسؤولية في حماية البلد وثرواته من السلب والنهب. بقدر ما نذكر حكومتنا الموقرة من ان القضاء على الارهاب جذريا في العراق يكمن في التصدي للارهاب الاقتصادي والمالي في مفاصل الدولة والذي يشكل دعامة الارهاب الحقيقي لهذا البلد، وعليه فالجبهة الحقيقية في المواجهة، هي معرفة الخلل الواضح في الواقع الاقتصادي والسياسي بأسرع وقت ممكن، خوفا من تفاقم ازدياد حالات التذمر في الشارع العراقي والتي هي احدى الغايات التي يحاول الارهاب من الوصول اليها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح المالكي
2008-08-31
ما دامت السنة 2008 سنة الاعمار ومكافحة الفساد لماذا لايكون هنالك موقع خاص لمكتب المفتش العام او مجلس القضاء الاعلى او اي سلطة قضائية تستقبل فيه الشكاوى وتقوم بالتحري والمتابعة لتخليص الناس من كابوس الفساد . وسؤال اطرحه على لجنة النزاهة الموقرة هل ان الفساد الذي تحاربون هو مالي واداري فقط ام ان الفساد الفكري والاخلاقي ايضا هذا هو السؤال فهل من مجيب الله اعلم
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك