المقالات

في الذكرى الخامسة لاستشاد اية الله الحكيم


( بقلم : مهند السماوي )

تمر اليوم 2982008الذكرى الخامسة لاستشهاد آية الله العلامة السيد محمد باقر الحكيم(1939-2003)في النجف الاشرف في انفجار مروع في النجف الاشرف بعد صلاة الجمعة قرب ضريح الامام علي بن ابي طالب(ع)مع مايقارب المائة شهيد،من قبل الارهابيين التكفيرين بقيادة المجرم المقبور الزرقاوي،وبتنفيذ والد زوجته الثانية صاحب الوجه القبيح،في عملية من الخسة والنذالة والاجرام ما يفوق الوصف دون ادنى مراعاة للمكان المقدس او لوجود الابرياء فيه،بمشاركة البعث المقبور عن طريق دعم عملائه الجبناء في عمليتهم الارهابية المروعة،والتي حاول المجرم المقبور صدام التنكر منها لبشاعتها من حفرته الحقيرة في محاولة يائسة منه لكسب قلوب ملايين الضحايا المنكوبين من حكمه الاسود.

كان العلامة الشهيد مثالا بارزا للعلم والجهاد والتقوى،وقد عانى من البعث المقبور الكثير بما فيهم استشهاد العشرات من ابناء اسرته الكريمة في محاولة جبانة من مافيا البعث الارهابية لثنيه عن مقاومة نظامهم الاجرامي،ولكن عزيمته وشجاعته واصلت الجهاد حتى ازالة حكمه المقبور عن صدر العراق الحبيب بدخول قوات التحالف الدولي عام 2003م. ومن المفارقات ان يكون استشهاده على يد زمرة ارهابية تكفيرية جبانة مارست الارهاب والقتل في العراق مستغلة الفراغ الامني والخوف السني من الانتقام الشيعي – الكردي،فعاثت في الارض فسادا الى ان قامت ثورة الصحوات في نهاية عام 2006م،وهو الذي يترأس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية المختلفة،لفترة طويلة،ولم يكن في حياته سوى داعية للتسامح والحب والوحدة مع كافة المذاهب الاسلامية والاديان الاخرى،ولم يقف انتماؤه العربي في الوقوف مع محنة الاقليات القومية الاخرى من اكراد وتركمان وكلدان وآشوريون.

ذهب العلامة الشهيد في وقت احتاجه العراق الجريح اكثر من اي وقت مضى،ومع الاسف الشديد لم يحاول الجميع الثأر له وللشهداء الذين معه او الذي التحقوا بعده،مما اجرى الويلات على العراق واهله،ولا ينبغي تحميل قوات التحالف المسؤولية فالخطأ كامن فينا،ولم يتحد الجميع الا في البكاء عليه او السير في مواكب تشييعه وكان من الاجدر النهوض بهمة وعزيمة لتنظيف العراق من التكفيريين الجبناء واتباع البعث المقبور،وكان من الممكن توفير دماء الضحايا والزمن المفقود،والجميع يشترك في تحمل المسؤولية،حتى جاءت عملية تفجير المرقدين الشريفين في سامراء في شباط 2006م وعندها لم يكن من مفر سوى الرد وان كان عشوائيا خجولا،وكان من آثاره هو رجوع السنة الى باقي مكونات الشعب العراقي بدلا من الوقوف بجانب الارهاب الدولي في محاولة يائسة لاسترجاع الحكم المفقود في زمن لا يمنح الحكم الا الى مستحقيه عبر صناديق الانتخاب.

لقد كان السيد الحكيم ابرز قادة المعارضة العراقية في المنفى لمدة تزيد على العقدين،وتحمل مع بقية رموز المعارضة واتباعهم، الغدر العربي المتمثل بالانظمة الفاسدة وشعوبها التي تعيش في عالم من الحقد والكراهية والتخلف والهمجية،ولا نستغرب مقدار فرحهم عن استشهاده او عند حصول اي نكبة على اهل العراق.ليس للعراق سوى عناية الله سبحانه واهله المظلومين،ولا يجدر بالجميع حسن الظن بجيران يحاولون حرمان العراق من ابسط حقوقه،بل يجب ان يحسن الظن مع بقية الشعوب الاخرى التي وقفت في محنته وازالت نظامه والغت ديونه في وقت يحاول الرعاع استرجاع اموال السحت وهم ملىء به ولم ترجف لهم عين وهم يرون اموالهم تسحق العراقيين ثم يطالبون بها.في ذكراك الخالدة وذكرى كل الشهداء في العراق وخارجه،يجب الوقوف بصمت لاسترجاع الذكريات والعمل بجد لبناء مستقبل مشرق للجميع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك