المقالات

الامام علي(ع)والمدينة الفاضلة


( بقلم : علي الخياط )

لقد رسم الفلاسفة منذ قديم الزمان في كتبهم صورة للمدينة الفاضلة التي تصوروا انها افضل المدن التي يمكن أنْ تتحقق على الارض لتحقق بزعمهم السعادة والرخاء للبشرية جمعاء، فمن الفلاسفة القدماء الذين كتبوا عن المدينة الفاضلة هو افلاطون ، وجاء من بعده فلاسفة آخرون لا مجال لذكرهم في هذه العُجالة فرسموا مدناً تصوروا أنها مدن فاضلة ، واذا ما تدبرنا هذه المدن التي كتب عنها الفلاسفة لوجدنا ان هناك فروقا هائلة بين مدينة واخرى ، ذلك لان كل مدينة لم تكن خاضعة الا لميول ورغبات وتصورات واهواء ونزعات من كتبها وهو طبعا من البشر، قد يكره صالحا من الامور، وقد يحب طالحا منها، فهي كالدساتير الوضعية تتحكم فيها اهواء ورغبات واضعيها، حتى إن بعض الفلاسفة قد صرح اكثر من مرة بان مثل هذه المدن صعب تحقيقها ان لم يكن مستحيلا فمن اذن يحقق هذه المدينة الفاضلة ويخرجها من حيز النظرية الى التطبيق .

 لقد حاول الانبياء ان يحققوا هذه المدينة الفاضلة ، مدينة الله على الارض ولكن وقفت في وجوههم وحالت دون تحقيقها واخراجها الى الوجود قوى الضلالة والشر والكفر والطغيان ، فكان أن عاش بسبب هذه القوى الشريرة بنو البشر في عذاب وهوان وعوز وفاقة لان هذه القوى الشريرة كانت تساند الظلم والظالمين والبغاة والطغاة الذين عاثوا في الارض فسادا وحللوا الحرام وحرموا الحلال، وعاشوا في ترف وبذخ وعاش المغلوبون على امرهم في فقر مدقع ، وهكذا مضت العصور تلو العصور على هذا النحو المؤلم.

وحين بعث الله سبحانه وتعالى محمدا صلى الله عليه واله وسلم انهزم الكفر والشرك وارسل الاسلام انواره لتبدد الظلام، وتشيع الرخاء والامن والسلام في نفوس بني البشر ، وحين آلت الخلافة الى امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، مضى قدما في اخراج المدينة الفاضلة ، مدينة الله الى الوجود ، ولكن الطغاة البغاة الظالمين منعوه كما يقول احد العلماء الفضلاء ، ولو تركوه لاكلوا من فوقهم ، ومن تحت ارجلهم ، ولعاشوا عيشة راضية مرضية. ان المدينة الفاضلة مدينة الله ستتحقق وسترى الحياة بازكى واسنى وابهى صورها على يد بقية الله في ارضه المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف، وحينئذ سيحمل الزكاة من تستحق عليه على ظهره ، ولا يجد احدا يعطيها اليه لان جميع الناس سيعيشون في رخاء وهناء ودعة وسلام في المدينة الفاضلة مدينة الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك