المقالات

كامل.. من اية جهة اغاروا عليك؟


( بقلم : عبد المنعم الاعسم )

لا سبب لرحيلك الفاجع العاجل عنا، عزيزي كامل، مقتولا، ثم محمولا فوق الاعناق، ملفوفا بالراية والمناديل والدموع، غير انك فائض عن حاجة البرابرة، زائد على مقاسهم، عابر كل تاريخهم وابجدياتهم، وانك، فضلا عن ذلك، كامل، وهم ناقصون، وانك كاتب ومفكر وطليق، وهم جهلة ومغلقون، وانك مطلوب للمحبة، وهم مطلوبون للقصاص .. انها اسباب كثيرة، كما ترى يا صديقي لأن يغتالوك في وضح النهار، يكفي ان اسمك ينهض على احرف ساطعة اربع، وهم يخوّضون في الجريمة المروعة بلا اسماء. انت المقاوم الحق، بما في قلبك من ايمان بجدارة الفقراء ان يتحرروا من العوز، وباستعداد السنابل ان تستقوي على ريح عارضة، وبفضيلة الكتاب ان يتحدى .. اقول، انت المقاوم الباسل، وهم القتلة الجبناء: لك المجد، ولهم العار.

حقا ان استشهاد الاحبة غربة، فكيف اذا كان احبة الشهيد غرباء عن اوطانهم، والشهيد غريب في وطنه، فيما الوطن يغترب يوما بعد آخر في طابور من الجنائز، وبين صف من السيارات المفخخة، وطي مواخير ومستنقعات وحدود تقذف بحثالات ملثمة، مدربة على القتل.. قتل اشرف النساء والرجال، واجمل الاطفال. لكن نبأ سقوطك بارقا نحو التراب، او ارتفاعك مؤتلقا للنجوم، لم يكن مرقّما في قائمة اخبار شهداء ذلك اليوم، لاننا اعتقلنا عن تفسير ما يحدث، فما عسانا نقول لخواطرك الفكرية وقد انكفأت في ارواحنا وجحضت عيونها؟ وماذا سنقول لاوراقك الناصعة البياض وانتباهاتك العميقة ونبوءاتك المبكرة حين تتحول جميعا الى علامة استفهام عن مسؤوليتنا عما حدث لك ولاحلامنا وللوطن؟ هل يكفي القول انك انتهيت الى سهم، انطلق الى جهات مجهولة ولن يستدير؟ ام نقول انها خسارة فادحة، فنغسل وجوهنا بماء الفجيعة والخذلان والمواساة؟.

اقول، ماذا سيحل بكتبك؟ آه.. اتذكر في حزيران الماضي، يوم كنا على موعد غداء في إدارة إذاعة الناس ببغداد إذ تأخرتَ عن الموعد، فانقذفنا الى قلق عليك. قال صديقنا ومظيفنا خليل الموسوي انك، في العادة، لا تتأخر، والتأخر عن موعد في بغداد يحرك الظنون ويبرر المخاوف، غير انك، فجأة مثل بشرى، وصلتَ الينا مسبوقا بقهقهة قطعتْ الرصيف، وعبرتْ من فوق ضجيج مولدات الكهرباء المشاكسة، ودخلتَ حاملا ابتسامتك وكتبا، تماما كما كنتُ اراك، فتى تحمل الكتب وتعكف عليها، قبل ما يزيد على خمس وثلاثين سنة في حي الحرية، الاولى، ببغداد، واتذكر، في لقائنا، قبل عام، في مقهى بحي كنزنكتن بلندن، إذ لم تنفكّ تتحدث عن سحر الكتاب، ورسالته. ايها الباسق، الهادئ، الفيلسوف، المثابر، المفكر، الطيب القلب، الواثق بما حوله، الساخر مما يهدده، اسألك، من اي جنب جاءتك الرصاصة؟. آه انها لتوجعنا جميعا. ــــــــــــــــــ .. وكلام مفيد ــــــــــــــــــ فلا تبعد، فكلٌ سوف يبقى شعوبا يستدرّ بها المدار المهلهل التغلبي في رثاء اخيه عبد المنعم الاعسم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح المالكي
2008-08-26
الا شلت ايادي قاتليك هم من الجحور ينطلقون واليها ملاذهم وانت تتذكرك الدروب والمهرجانات والندوات وكل ما يبث النور والخير والعطاء اين منك احفاد الذل واعوان الخزي والعار وابناء الزنا والشنار لا نبكيك يازنبقة طيبة العطر ولكننا نحزن على فراق فراشة بيضاء تحط بهدوء وتبعث السرور بتواضع ودون غرور طرزت تاريخك بهذا الرحيل واعطيتهم شهادة الرعاع والهمجية يوم اطلقوا عليك النار نم قريرا فانك والله في كل عين وفي كل قلب انسانا اعطى للحياة وغادرها كما يريد
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-08-26
ن المانيا بعد الحرب العالمية الثانية اتبعت طرق يمكن العراق الان ان يستفاد منها وهي جعلوا الى كل مدنية المانية تخصص خاص وهذا ممكن عندنا في العراق عملة فمثلا نجعل المدن الامنة لها تخصصاتها واحدة في الطب والاخرى الى الهندسة والثقافة وهكذا بحيث اكثر هذة الكوادر نقلها الى هنالك كي نحافض على كوادرنا العلمية على الاقل مدة عدة سنوات الى ان يصبح الوضع الامني جيد بدل من ان نفقد هذة الكوادر التي يفقدها العراق كل يوم كذلك عمل برنامج كامل الى اصحاب ذوي الكفاءات العلمية لسد النقص الذي يحصل كل يوم بسبب الاعمال الارهابية وسد هذا الفراغ باسرع وقت يجب على الحكومة ان لا تبقى تراوح في مكانها لان العراق يحتاج الان الى هذة الطاقات الرحمة الى كل شهداء العراق والخزي والعار الى حثالات وجراثيم البعث
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك