المقالات

هل للصحوة ثمن ؟


بقلم : سامي جواد كاظم

هل للصحوة ثمن ؟ وهل لها من يقودها وينظرها ويهذبها ؟ ام انها ثقافة كامنة في النفس ومكبوته تهيج اذا ما استفزها موقف على نقيضها ؟!!. والصحوة مصطلح ظهر على الساحة العراقية اسوة بمصطلحات اخرى اخذت حيزا من الشارع العراقي في التداول ، وظروف انبثاق هذه المفردة قد تكون معروفة للملأ ولكن الملابسات اخذت عدة اشكال في ما يخص كيف تكونت ومن الذي قادها وما هي الخطط العملية التي اتخذتها ونفذتها على ارض الواقع ؟

من المؤكد كلمة الصحوة ترتبط بالانبار وهي موطن انطلاقها ، والظروف الماساوية التي كانت عليها الانبار والخلط الواضح في الملابسات والاعتبارات التي كان عليها اهالي الانبار هي الاخرى واضحة ولا تحتاج لتعليق ، واحدى الملابسات كانت النعرة الطائفية والتي بنى عليها المخربون بنيانا اعتقدوه سيصبح صرحا طائفيا عاليا ، الا ان النتائج جاءت معكوسة . والان لنسال من الذي يصحو حتى سميت صحوة ؟ اعتقد انه الضمير والمشاعر والغيرة فمن خلالها وبها يتم رد الفعل المعاكس للحالة التي حدثت وتحدث امامه ، وهنا لابد من سؤال وهو هل ان هذه الصحوة احتاجت الى اربع سنوات من الدماء والاعتداء بشتى صنوفه حتى يهتز الضمير والغيرة ليصحو من سباته ؟ المهم انه صحا ، والاسناد المادي والمعلوماتي كان ذاتيا في الانبار مما جاء بنتائج ايجابية يشهد لها في عموم العراق خاصة والعالم عامة . وعلى غرارها بدأت المناطق الساخنة بالتفكير لان يصحو ضميرها ومن جهة اخرى بدأت القوات الامريكية خلق صورة لصحوات اخرى يعتقد انها على غرار صحوة الانبار ولكنها تدفع بها لتحقيق مارب اخرى غير المتعارف عليها .والان بدات موجة من الاستنكارات والانتقادات لما تريد الحكومة العراقية من استحداث قانون ينظم عمل هذه الصحوات ، والمشكلة في هؤلاء انهم يحملون صورة لهذه الصحوات على غرار الصورة التي يحملوها عن صحوة الانبار .

لأنقل لكم صورة واحدة لصحوة واحدة لامستها بيدي ورايتها بعيني انها صحوة الفضل ولان الفضل اعتبرت من المناطق الساخنة بحكم ما سفكت بها من الدماء وهجرت منها عوائل فصحا ضمير صحوتها المدعومة امريكيا بالمال والسلاح ولا علاقة للدولة فيها وان العناصر الذين شكلوا هذه الصحوة جاءوا بتزكية امريكية ، انتشروا هؤلاء العصابة على طول شارع الجمهورية من الميدان باتجاه الشورجة ، وصادف ان موعد انطلاق مهامهم الاجرامية كانت متزامنة مع اقرار العلم الجديد فوقفوا هؤلاء الشراذم على طول الشارع بشكل سيطرات تلزم كل السيارات المارة خصوصي عمومي برفع العلم العراقي القديم واما سيارات الشرطة فكانت اما تمر مع القوات الامريكية او لا تمر من هناك ، كما وان كل سائق كيا يجب ان يعطي مبلغ الف دينار لكل سيطرة والتي عددها اربعة سيطرات والمتمرد يلاقي حتفه بطريقة او باخرى ،واما صحوة العامرية فاسالوا اهل العامرية عن قائدهم المطلوب للعدالة والدورة كذلك وغيرهم من المناطق الاخرى .

يقول رامسفلد وزير الدفاع الامريكي السابق ان الحكومة تحتاج الى سنة على اقل تقدير وفي الظروف الطبيعية والمستقرة لمعرفة شخصية المتقدم للعمل في الاجهزة الامنية والعسكرية حتى تمنحه القبول ، كيف وبالوضع العراقي ولماذا كل من يصحو يجب ان يكون عنصر في جهاز الامن واستلام الثمن هل صحوة الضمير بثمن ؟تسليط الضوء على الاعمال الاجرامية التي يقدم عليها رجال اغلب الصحوات غير كافية لسببين الاول هو المنع الامريكي من ذكر هذه الاخبار والثاني قلة الكفاءة الاعلامية بهذا المجال .

هذه الصحوات اعدت قوائم فيها اسماء وعلى ثلاثة حقول الحقل الاول اسماء الذين كانوا يقومون باعمال عسكرية ضد القوات الامريكية وحقل باسماء الشيعة المهجرين من مناطقهم والقائمة الثالثة الاسماء الخاصة بالموظفين الحكوميين حتى يتم التعامل مع كل حقل حسب ما يستحقه . والافضل للحكومة هو عدم ضم اي عنصر من هذه العناصر باي جهاز من اجهزة الدولة ، واذا كانت حجة هؤلاء انهم يحمون مناطقهم من الارهابيين فالدولة قادرة على ذلك اذا تم التعاون من قبلهم بمجال المعلومة وعلى اساس الثقة وكل نتيجة ايجابية اعتقد ان الحكومة لا تبخل بالمكافاة عليها .

هنالك اعدادات فكرية وبدنية يجب ان يتمتع بها للذي يريد الانضواء تحت لواء الامن وبعد ذلك يخضع لدورات تدريبية وفي مختلف الاختصاصات حتى يكون مؤهل لردع الارهاب ، مَن مِن الصحوات يتمتع وخاضع لهكذا اعدادات ؟ والنتيجة النهائية كل الصحوات التي شكلتها القوات الامريكية عليها علامة استفهام وبدون استثناء .اهتزت مشاعر الشاعر الفرزدق عندما سمع الخليفة الاموي يقول من هذا في الحرم المكي عندما راى الحجيج انشقوا سماطين ليفسحوا المجال للامام السجاد (ع) كي يلامس الحجر بعد ما عجز عن ملامسته الخليفة الاموي وعدم مبالاة الحجيج به فانبرى الفرزدق له عندما انشد ( هذا الذي تعرف البطحاء وطـاته ....الى اخر القصيدة ) فاكرمه الامام السجاد (ع) بمنحة مالية وبردة فرفض الفرزدق المنحة المالية وقال اني ما قلته ليس بدافع الثمن بل مشاعر في داخلي هاجت وصحت لهذا الموقف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
النور
2008-08-26
يتفق محللون سياسيون ومراقبون أجانب في بغداد على أن حراس الصحوة (والمراهقون منهم على وجه الخصوص) تحوّلوا الى (دمى) بأيدي المتطرفين لعرقلة عودة العوائل الشيعية المرحلة الى بيوتها في المناطق التي رُحلت عنها. وفي الوقت نفسه تتضاءل معاناة العوائل السنية التي تعود الى بيوتها في الأحياء التي تسكنها غالبية شيعية بسبب غياب الميليشيات الشيعية
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك