( بقلم : عبد السلام الخالدي )
جميل أن يتخذ الشخص عدة حرف يمتهنها في حياته اليومية، من باب العلم بكل شيء مطلوب، فتعدد المهن والحرف مطلوب في عراقنا اليوم، ولابأس أن تكون اليوم نجاراً وباچر خباز، ويوم بگال، وليس بالغريب على المواطن العراقي أن يفقه بأغلب الأمور الحياتية اليومية، ولكن الغريب أن يضع رجل دين بوزه بكل شيء، فالساحة العراقية أبرزت بعد سقوط النظام البائد الكثير من رجال الدين النصف ردن والمينيفست، كشيوخ عشائر التسعينات أيام العهد المقبور (مع الإعتذار والإحترام الشديدين لعشائرنا العراقية الأصيلة وشيوخها الكرام)، ومن رجال الدين المينيفست، الذي يحمل لوحة تسجيل سوداء كأعماله وأعمال أتباعه.
الغريب الآخر في الأمر أن تجد رجل الدين يكذب وينافق ويساعد على سرقة المال العام والخاص، وأتباعه يمارسون القتل والتعذيب بحق أبناء جلدتهم، ولايدعي الديانة فحسب، بل يصنع من نفسه مرجعاً دينياً يتبعه كل مجرم ولص، وبعد إفلاسه وحزبه المخربط من وزارة النفط الذي إستقتل عليها أيام تشكيل الحكومة، إمتهن حزب اليعقوبي سرقة النفط وتهريبه وتشكيل خلايا للتصفية الجسدية، وعصابات سرقة أموال الشعب في البصرة التي كادت أن تدوم إلى الأبد لولا عملية صولة الفرسان الأخيرة، إتبع اليعقوبي سياسة التهجم على الحكومة وإنتقادها بكل شاردة وواردة وإتهامها بالقيام بالتزوير في الإنتخابات المقبلة، أي تزوير تتحدث عنه وأنت من زورت الدين الإسلامي الحنيف برمته.
آخر صيحات الموضة لليعقوبي، هي قيامه بالتحليل على مباراة نهائي الدوري العراقي بين فريقي الزوراء وأربيل التي أقيمت في ملعب الشعب الدولي، بحضور منقطع النظير لم يشهده العراق خلال السنوات الخمس الماضية، هذا الحضور الذي فند كل مزاعم ايعقوبي وأتباعه، والذي كان ضربة قاسية على مخططاتهم الرامية إلى تفتيت البلاد، معللاً خروج المتفرجين المبكر بإعتراضهم على سياسة الحكومة (عمي شجاب الدولمة عالچلاق؟)، وشجاب الحكومة عالمباراة؟ لو كان للإحتجاج وجوداً لما حضر أكثر من خمسين ألف متفرج إلى مدرجات الملعب من ساعات الصباح المبكرة حتى ساعات الليل المظلمة، السبب يامحللنا العزيز كوني رياضي سابق وأحضر أغلب مباريات كرة القدم، هو أن الفريق الخاسر يغادر جمهوره قبل نهاية المباراة بقليل، وللشعبية الكبيرة التي يمتلكها فريق الزوراء فمن الطبيعي أن يكون الحضور كله زورائياً، بمؤازرة جماهير الشرطة والطلبة والجوية، كون الفريق الخصم من خارج محافظة بغداد، فمن الطبيعي أن يخرج الجمهور من أرض الملعب.
ومن هنا أنصح الحكومة العراقية وإتحاد الكرة واللجنة الأولمبية بتعيين اليعقوبي مديراً فنياً وإدارياً على المنتخب العراقي لكرة القدم لإمكانياته الهائلة على تحليل المباريات فنياً ودينياً وسياسياً، ولربمى سنجد اليعقوبي يوماً من الايام يبيع اللبلبي، أو بنچرچي چوب ليس.وسبع صنايع والبخت ضايع.
https://telegram.me/buratha
