المقالات

عز المؤمن غناه عن الناس


( بقلم : علي الخياط )

قال الامام علي(ع):عز المؤمن غناه عن الناسوهكذا هو المؤمن ما دام يعيش في هذه الحياة ، الرحلة القصيرة التي ينبغي ان يتزود بها خير زاد الا وهو التقوى ، ولذلك فهو يقنع بما يكفيه ويسد رمقه ، ولا يتلفت وهو يقطع الطريق القصير المؤدي به الى جوار ربه سبحانه وتعالى للمغريات الكاذبات التي تروق للاخرين ، فيتهافتون عليها تهافت الفراش على ضوء سراج سرعان ما ينطفىء ، فاذا بهم في في ظلام لا يرون فيه موقع اقدامهم ، ولا يستطيعون ان يتقدموا خطوة واحدة الى الامام . ان المؤمن لا يربت على اكتاف الاخرين ويتملقهم من اجل حطام يوشك ان يزول ، فهو دائما يرى ما لا يراه الاخرون ، انه يرى الحياة على حقيقتها ويزنها بميزان دقيق ، فلا يجد ما يحرص على اقتنائه والاستئثار به من متاع الدنيا وهو يضع نصب عينيه ما قاله امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام): الحاجة ذل ولو اين الطريق ، ان كرامته وعزته هي التي تقف حائلا بينه وبين طلب ما في ايدي الاخرين الذين اطبقوا ايديهم على متاع الدنيا ثم فتحوها في لحظات النزع الاخير ، فاذا هي خالية من كل شيء ، وكأنها لم تمتلىء بما كسبته وما كسبته الا السراب في الارض اليباب. ان اهم ما يتميز به المؤمن الذي خبر الحياة وعرف حلوها ومرها فانكشفت له عن الغطاء انما هو الاباء ، ان لسان حاله ما قاله الشريف الرضي رضوان الله عليه:واباءٌ محلقٌ بي عن الضيمِ كما راغ طائرٌ وحشيُّ

وهل يقدر عز المؤمن بثمن ،ان كل ما سواه هو رخيص يسير الثمن بل ان الدنيا وما فيها لا تعدل في نظر المؤمن جناح بعوضة انه ياكل ليعيش ، وليس يعيش لياكل ان الغنى الحقيقي هو في كل ما للانسان عزته وكرامته ، وهل هناك شيء اغلى من كرامة الانسان يقول امير المؤمنين (عليه السلام):واستغن عمن شئت تكن نظيره صن النفس واحملها على يزينها تعش سالما والقول فيك جميل

وخير ما يزين النفس هو القناعة بما لديها وان كان قليلا ضئيلا وغناها عن الناس ، لانه كما قلنا هو الغنى الحقيقي واما غيره فهو الفقر كل الفقر، وان كانت تملك كل شيء ثمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مهدي قهرمان / كاتب وصحفي
2008-08-21
اخي الكاتب الكريم اولا اشكرك على هذا المقال الذي يعبر عن ثقافتك الاسلامية وابتعادك عن السياسة ودجالين العصر الحديث ومن خلال مقالك هذا انت تثبت ان الدين الاسلامي الحنيف هو لكل الاوقات والعصور ولم يقتصر على زمن معين او وقت معين ، وانا اعتقد ان الاخ الذي رد على مقالك باسم عراقي فانه ليس عراقي ولا مسلم و لا يفقه من كل امور الحياة شيئا لان الذي يتنصل عن دينه الحنيف فانه دجال اعور.
زينب الجابري
2008-08-19
صدقت أخي الكاتب وقال عليه السلام أيضاً أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً,أعان الله مؤمناً أضطرته حاجته الوقوف على باب الناس,طيبهم أو لئيمهم.وقد وجد الكثيرون ممن كانوا أعزاء في قومهم أنفسهم بهكذا موقف .ألحياة أمتحان كبير أجمل مافيها أن نحافظ على تقوى الله في قلوبنا وأن يرحم قوينا ضعيفنا .
عراقي
2008-08-19
كل الذي قلته على العين والرأس ولكن شنو المناسبة وعلى شنو
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك