المقالات

شرعنة الدكتاتورية


( بقلم : علاء الموسوي )

ساعدت التوافقات والاجماع السياسي في المشهد العراقي على اعاقة، بل منع حصول اي تقدم في جانب التشريعات، اذ يستمر مجلس النواب ـ والى يومنا هذا ـ في تلكوئه وعدم قدرته على اصدار التشريعات والقوانين من خلال عدم التزامه بالمواعيد النهائية لشرعنتها في العمل السياسي. وهذا بطبيعة الحال يدفع الى ضرورة التفكير بحلول جذرية وجادة لتخليص الواقع السياسي العراقي من ضريبة التوافقات ـ غير المجدية ـ والتي يدفع ضريبتها المواطن البسيط ، متحملا بذلك امزجة النظرية التوافقية، واطرافها الموغلة بعقلية الدكتاتورية المفرطة في التعامل والطرح. الشيء الذي يمكن استخلاصه من مراقبة السجال السياسي العراقي في المرحلة الراهنة، هي أن هناك ديمقراطية حقيقية تصل أحيانا إلى حد الفوضى في اتخاذ القرارات وشرعنة القوانين وتأجيلها في الوقت نفسه!.

الامر الذي يجعل تلك الديمقراطية (عراقية الطراز) تتحول الى شكل من اشكال الدكتاتورية المغلفة بأسمية التوافق وغيرها من المسميات والعناوين الفارهة. إذا كان من المنطقي حصول تباين حول السياقات والآليات والشكل الأنجع لنظام انتخابي فعال وتمثيلي، فإن مثل هذه الخلافات سرعان ما تحولت إلى استقطاب على أساس الهوية العرقية وهو استقطاب تميل أطرافه إلى رفع سقوف مطالبها بعد أن تتحول مواد قانونية (فنية) إلى قضايا (قومية) و(مصيرية) وبالتالي يفقد النقاش عقلانيته ويغدو صراعا لإثبات الوجود فقط لا غير. بعيدا عن السوداوية في طرح الاراء، لا اعتقد شخصيا ان مجلس النواب سيتمكن (بعجز الاخر.. وغياب الثلة.. وبعد الاحبة..) من التواصل لاقرار قانون مجالس المحافظات في هذا العام، اذا ما كانت هناك رؤية حاسمة بوجه التوافقات المعطلة، واقناع جميع الاطراف بحساسية الموقف الوطني تجاه تمزيق كركوك وجعلها ذريعة لتأجيل تلك الانتخابات، ناهيك عن الابتعاد عن تلك اللغة المعبرة والمشرعة لدكاتورية الطرح والالتزام بمعطيات المصالح الضيقة لدى البعض من اطراف التكتل النيابي في العراق الجديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك