المقالات

قولبة الاعلام العراقي


بقلم المهندس والاعلامي – حازم خوير

بات يشعر العراقيون اليوم ان وطننا جديدا قد اصطنع لهم بعدما كانوا يشعرون ان بلدهم العراق هو ذاته مقبرتهم ذلك ان الشعور بالامل بث في نفوسهم من جديد روح الحياة والنظر الى المستقبل الزاهر بعين مبصرة بعد ان حاول اعداء هذا الشعب فقأها وتركيعه واذلاله.

ان هذه الفسحات من الامل على قدر تحقق جزء منها جعلت العراقيين يلمسون ويشهدون بام اعينهم تسارعا للاحداث على اشكال وانماط منقطعة النظير بالنسبة الى تاريخ هذا الشعب في جميع المجالات.

ولو تناولنا الواقع الاعلامي مثلا فقد اصبح هذا البلد ساحة حرة ومنبرا متجددا الاحداث والصور ومنهلا ثرا لوسائل الاعلام المختلفة وفي جميع مفاصل الحياة ،الى ذلك ولكثرة التيارات والتحالفات والخطوط والحركات وتقاطع وتشابه اتجاهاتها الفكرية والسياسية والعقيدية والاجتماعية اصبح من البديهي ان تتبلور هذه النهوج في اطر اعلامية وقنوات ووسائل اعلام مختلفة ترسل نفحات واشارات لقواعدها الشعبية وربما ما يغايرها داخل المذهب الواحد او داخل المشروع الوطني المطروح في الساحة فاسست واصدرت الصحف والمجلات والنشرات وغيرها وافتتحت العديد من القنوات حتى تولد لدى المتلقي اي المجتمع تقاطعات داخل نفسه تارة وتوافقات تارة اخرى رغم ان الاساس صحيح وهو انجاح المشروع الوطني رغم طرح الايجابيات والسلبيات معا ،وهذا ان دل على شئ فانما يدل على تنوع المكونات العراقية وتوجهاتها الفكرية والعقادية والمذهبية واتباع وسائل الاعلام المختلفة نقدا موضوعيا بناءا هدفه ترشيد العملية السياسية من جهة والجمهور من جهة اخرى من خلال مجالات كثيرة ذات طبيعة مباشرة بين المسؤول من جهة والمواطن من جهة اخرى.

وقد تبدو المرحلة الحالية من تاريخ العراق اشبه بالصدفة لدى البعض التي يظنون انها ستتلاشى بعد برهة نظرا للمفاهيم الخاطئة والسياسات المجحفة والنهج السلطوي الفوضوي المتعصب والهدام الذي مارسه صدام ونظامه لصالح مشروعه الفاشي ومحاولته ضرب الاقلام الحرة التي ان بقي احدها فقد فر هاربا من سلطوية النظام ليؤسس مشروعه في بلاد اخرى.

ان قولبة الاعلام العراقي لنفسه في هذه المرحلة بالذات وانصهاره داخل المشروع الوطني تعتبر موضوعية ولا يمكن ان تفسر الا انها نضوجا تسابقت كيفياته مع الزمن ليخلق حالة من الابداع الذي قل نظيره بين الامم التي تمر بذات المرحلة بعيد تحطيمها لقيود القهر والظلم والاستبداد.

وفي الوقت الذي يتآلف فيه الاعلاميون على كافة الصعد والعناوين مع واقعهم العراقي لابد من الاشادة بكل من ساهم في صقل تلك المواهب ورعايتها، ورغم نقص الكفاءات المتخصصة لكن المرحلة تستحق تفجير تلك الطاقات وتغذيتها ومن ثم يتوجب على الجهات المسؤولة في الدولة والمؤسسات النقابية والاتحادية والمنظمات والجمعيات وغيرها الالتفات الى هذه الشريحة التي وضعت اخلاصها في بودقة التسديد الصحيح لمجريات الاحداث وافرازتها والواقع الملموس الذي يعيشه العراقيون اليوم ،فوضع القوانين والاطر العامة ضمن روح الدستور لعمل هذه الشريحة وتبني الحكومة لمشروع وطني يكفل ضمان حقوقهم وحقوق ذويهم وعوائلهم من الشهداء والمعوقين لهو ما يجب ان يكون بعد ان تحققت تلك الانتصارات والقفزات النوعية في كافة المجالات والتي اقر بها العدو والصديق وشهدها القاصي والداني .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك