المقالات

التخندق الكركوكي المذموم


( بقلم : كريم النوري )

لا يمكن ان تكون قراءة المواقف السياسية بنظرة سطحية وافق ضيق وفهم محدود بل لابد من رؤية معمقة وفهم مستوعب لكل زوايا وآفاق هذه المواقف دون الانغلاق على الفهم التعميمي والخلط. ويبدو ان بعض السياسيين يحاول تعمية الاخرين وتسطيح الوعي وارباك الرؤية والتفريط بالبساطة للمواقف ابتغاء اضعاف الخصوم السياسيين وتحقيق مكاسب سياسية ولو على حساب الوعي الصحيح والفهم السليم.

ففي ازمة كركوك التي عشنا بعض فصولها الخلافية والاستغلال السيىء لبعض الاطراف السياسية التي تتنفس برئة النظام البعثي السابق برزت مفاهيم ومواقف سياسية تكشف عن هزالة الوعي السياسي لهذه الاطراف التي تعتاش على الازمات والخلافات واستغلالها الخبيث لبساطة الفهم وقلب الحقائق وخلط الاوراق وتكريس المغالطات.التخندق الحاصل بعد ازمة كركوك لم يكن تخندقاً صحيحاً نابعاً عن رؤية معمقة وموقف مدروس والذي يطالب بعض القوى السياسية الفاعلة التخندق مع اطراف ذات اجندة سياسية تخريبية للعملية السياسية انما يطالبنا بالتخلي عن مواقفنا المبدئية والاصطفاف مع الفزعة الهستيرية التي يراد من خلالها ضرب الصف الوطني ونسف العملية السياسية في البلاد.

الموقف السليم لا تقوده سياقات العقل الجمعي المتأثرة بالشعارات الماضوية التي كان يرقص على انغامها النظام السابق واستطاع ان يمرر من خلالها ابشع الجرائم كالانفال وحلبجة.كما ان جرائم الانفال وحلبجة لا ينبغي ان تكون مبرراً لبعض الاطراف المظلومة من الحقبة الماضية بالتمدد اكثر من اللازم.

الاتفاق الرباعي لن ينهار بسبب خلافات كركوك كما يتوهم الاخرون او يخططون ولا يمكن ان يكون المتفقون في الرباعي متفاهمين تماماً على كل الاحداث الراهنة والمستجدة والا لما صاروا احزاباً وتحالفات وتكتلات ولتحولوا الى حزب واحد يتفق على المواقف والقرارات بل حتى الحزب الواحد قد يختلف افراده في بعض المواطن والاراء.الخنادق والاصطفافات المنفعلة الاخيرة بسبب احداث كركوك لا يمكن ان تنعكس على الاتفاق الرباعي ولا تجرنا صيحات هستيرية تفوح منها رائحة البعث كانت تحرض على ذبحنا الى مواقف منفعلة ومتشنجة من اجل التخندق الانفعالي مع فزعة الاخرين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك