المقالات

من يعطل الانتخابات؟؟


بقلم: علاء الموسوي

لعل هذا السؤال اهم ما يفرزه الشارع العراقي بشأن تعطيل انتخابات مجالس المحافظات، والتوجه نحو الشك بالاطراف الفاعلة في عملية الحوار والتفاوض بشأن الوصول الى حلول توافقية لحل هذه الازمة المفتعلة اليوم في الرحم السياسي العراقي . للجواب عن هذا السؤال الحيوي علينا ان ندرك ماهية الجهة المتضررة من عدم اجراء الانتخابات في موعدها المحدد، ليتسنى لنا معرفة الجهات الرابحة وغير المتضررة على اقل تقدير من استمرار المفاوضات البطيئة والرامية الى تأجيل الانتخابات بسقف قانوني محرف عن قواعد الدستور العامة. الجميع يعلم ان انتخابات مجالس المحافظات تتعلق بالمحافظات غير المنتظمة باقليم، وعليه فالمحافظات الثلاث داخل اقليم كردستان لن تكون مشمولة بذلك القانون كي تتأثر باجراء الانتخابات من عدمه، لذا فالاخوة الكرد لن يضرهم التأخير او التقديم لتلك الانتخابات الا ما يوجبه الانتماء الوطني للبلد الواحد في ذلك!!. يضاف الى ذلك الاخوة السنة من الاحزاب الفاعلة داخل جبهة التوافق، وما تواجهه حاليا من صراع دائر بين مكوناتها والطرف الاخر من مجالس الصحوات، والتي لم تنته بالوصول الى رؤية توافقية بين الجميع لضمان حقوق الاطراف المشكلة لهذا التحالف، لهذا فتأخير الانتخابات (بقصد او من دون قصد) سيخدمها بلا شك من اجل ان تعيد اوراق بيتها للتهيؤ في الدخول الى تلك الانتخابات بقوة ومن دون ريبة. وبين ذلك وذاك يأتي دور العرب السنة والتركمان في محافظة كركوك، وما يرنون اليه من تفويض امر المحافظة الى الامم المتحدة ليكي يتم الموافقة على جعلها اقليما خاصا بوحدتها الادارية والتشريعية. كل ذلك والجميع يعلم ان ما تطرحه تلك الجهات من مقترحات لاتنسجم وروح التوافقية التي ينشدها البعض من الاطراف السياسية الرامية الى اخراج العراق من عنق الزجاجة بسبب تلك التصلبات المتشنجة من الفرقاء السياسيين في قضية كركوك. لذا فالطرف الوحيد المتأثر والمتضرر من تأخير انتخابات مجالس المحافظات هم ممثلو الخمسة عشر محافظة من كتلة الائتلاف العراقي الموحد، الامر الذي يستدعي الغرابة من البعض حين يطرح في منابره الاعلامية (المغرضة) ان الائتلاف الموحد بتشكيلاته السياسية يلمح بمفاوضاته مع الفرقاء السياسيين بشأن ازمة كركوك الى التأجيل وتأخير موعد الانتخابات الى السنة المقبلة، وما يثير الغرابة اكثر من ذلك ،هو انه كيف يعقل ان تسعى كتلة الائتلاف الى تعريض حكومة الوحدة الوطنية المتمثلة برئيس الوزراء نوري المالكي الى الخطر المحدق بها في حالة عدم توصل الكتل السياسية الى تنازلات مرضية للجميع، لذا ما يتم خلطه اليوم من اوراق سياسية رامية الى تأليب الراي العام نحو الاسلاميين من ابناء خط شهيد المحراب، هي نفس تلك الورقة الساعية الى تفتيت الجسد العراقي عبر ازمة كركوك، والذي نأمله ان تكون الاحزاب السياسية الاخرى في الطرف الاخر واعية لما يحصل من تعطيل للقانون والدستور الضامن وحده لحق العراقيين.

Alaa_almosaowy@yahoo.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك