المقالات

هارون سجن موسى فمن سجننا نحن؟


تمر علينا في هذه الليالي الرحمانية من شهر رجب المعظم ذكرى وفاة سابع الائمة الامام موسى ابن جعفر عليه السلام وتمر معها قصة عنوانها الظلم وبطلها مظلوم سجين حول سجنه ومظلوميته الى فخر ونصر كبير ضد ظالميه .

لقد لوّع امامنا المحن وعلم القيود معنى الحرية وسجن السجن بعمق سجوده واسر معصمه الالم فكان نبراسا للصبر والاباءثم قضى نحبه مسموما غريبا على جسر يلتف حوله الناس سألين الا من اهل لهذا الرجل الذين لم يدركوا ان جده حبيب الله!! لقد حول الامام الكاظم عليه السلام مدينة الكاظمية الى منارا للشموخ وقبلة تشد اليها قلوب المظلومين اصحاب الحوائج.

نحن اصحاب الحوائج في كل زمان ومكان نلملم الهموم والمعاناة من حولنا ونذهب بها اليه ولنفجر الدموع حال رؤيتنا قبته الذهبية ومن ثم نرتمي على الضريح نائحين باكين سجننا وهمومنا ربما قبل البكاء على مظلوميته !! وحالما نخرج نشعر براحة نفسية رغم ان همومنا مازالت موجودة وان كان املنا كبيرة بالفرج القريب من الله لاننا دعوناه في اطهر الاماكن وامام ذرية حبيبه ونجيبه عليه وعليهم السلام.

فمن ماذا نعاني ومن هو الذي سجننا فسجّان الامام عليه السلام معروف وملعون ابد الدهر وهو الطاغية هارون اللارشيد الذي علا علوا كبيرا وعاث في الارض الفساد غير ان علوه تحول الى سقوط في هاوية الخزي لما فعله بائمامنا المظلوم وهذا حال الطغاة الذين كانوا اول من سجنوننا بلا ذنب وكيف اذكر الطغاة ولا اذكر صدام هدام الدين وذباح المؤمنين فبعضنا سجنه السجن ذو الجدران والبعض الاخر سجنه الخوف والبعض سجنه الحرمان والرعب والجوع والظلم والقهر والمرض والعوز وهدر الكرامة وقول الحق وكلمة نعم كلها سجون عشناها معا وتركت في انفسنا مساحات من اليأس والرعب والتقوقع الاما خلا بعض الشجعان ممن انتصر بكسر هذه القوقعة والخروج من جديد بروحية تملئها التفائل لا الشك.

نعم مات سجاننا لكننا مازلنا مسجونيين بذكرياته الاليمة وفروع زرع بذرتها في قلوبنا فترعرعت واثمرت عن خوف وشك وقلق واتهام وشر ولون اسود وعتمة وجحود ونكران والالم وضياع وانعدام الثقة حتى بانفسنا كل هذه قيود بقيت في ايدينا لان سجاننا قد مات وتركها في ايدينا فهل نرضى بذلك ولا نحرك ساكننا الا نحطم تلك القيود بالتوكل على الله ولم لا نستطيع ونحن نوالي من استطاع كسر القيود بقوة ايمانه انه صاحب الفاجعة والمناسبة التي تقطر بالمظلومية .

لابد من رسم بسمة على الشفاه وان امتزجت ببعض القلق من بقايا لشرور نامل ان تختفي ذات يوم ولابد من شهقة ثقة نزفر بعدها ما تلعق في صدورنا من الشك والخوف فلا داعي للخوف وقد انكشفت الغيوم واولها غيمة شرور صدام وبعدها غيوم المنافقين الواحد تلو الاخر واسفرت الساحة عن اناس عاملين يستحقون الثقة فلا داعي لاي تخوف مع وجود عقول نحكمها ونسال الله التوفيق للجميع لما فيه الخير

وما دمنا نتكلم عن المظلومية والسجون فاي سجن تشعر  ايها العراقي   بانه لازمك منذ ايام الطاغية وحتى يومنا هذا  وهل انتصرت عليه وان كان الجواب لا فماذا اعددت له للتخلص منه؟؟   

واخيرا وليس اخرا اتقدكم باحر التعازي الى صاحب العصر والزمان الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف بهذا المصاب الجلل كما اعزي مراجعنا العظام ادام الله ظلهم الوارف واعزي المؤمنين في مشارق الارض ومغاربها واسال الله ان يلم شمل العراقيين تحت قبب الرحمة انه سميع مجيب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد واله الغر الميامين

اختكم المهندسة بغداد

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد
2008-08-01
نحن من سجنا انفسنا بأيدينا بتفرقنا
hashim_1
2008-07-30
تحية اخوية ابعثها من بلد امير المؤمنين للاخت المهندسة بغداد ..في ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر (ع) تستحضرني هذة الابيات من الشعر في حقه يا اِمامَ الهدى نعاك الوجودُ** ومنارَالتُقى فَدَتكَ الحشودَ وفقيداً اَسرى به النور نوراً** ترك الارضَ في دجاها تميد .. ونعاك الزمانُ عدلاً طهوراً** مستظاماً وكم شكاهُ الفقيدُ صفوةُ المتقين في ساحة الحلم** وريث الهدى نَعَتهُ العهود... كاظم الغيظ عزها وسناها**منهل الظامئينَ حيث الورود املُ السائلين في كل خَطبِ** ينزل الفضل عنده ويجود . تحياتي لكِ بلتوفيق
زينب الجابري
2008-07-30
تحية للاخت كاتبة المقال على هذا التعبير الجميل,نعم لقد تربى أغلبنا على حب أهل البيت الاطهار حتى انني وخلال أربعة عشر عام من الاغتراب لا أحن لشيئ قدر الحنين لهذه الاروقه المفعمه بكل ماهو قريب الى الخالق تعالى. تعودنا أن نردد قصص صبرهم على البلاء ومبدأيتهم أتجاه الحق ونصرتهم للمظلوم ,ولكن للاسف أين الثرى من الثريا وأي مقارنة لسجن صاحب القضيه والمبدأ من سجن كان صاحبه السجان بجريرة أعماله لازلنا نتقرب لاطهرخلق الله لنشعر مؤقتاً بسمو أرواحنا ورقيها ولكن للاسف مجتمع قلت فيه أواصر الرحمه حتى أصبح المرء لايأمن غدر جاره بل أخيه احياناً , ثقافة ان نكسب وليذهب الاخر الى الجحيم للاسف المجتمع بعيد تماماً عن قيم أنسانيه وأخلاقيه موجوده في الغرب الذي لا مكان فيه للدين .ما الذي اصاب الناس؟ حري بنا قبل أن نبكي أئمتنا الاطهار أن نستفيد من العبر من وراء قصص أيمانهم وصبرهم الرائعه فأنها لم تكن لتصلنا أعتباطاً ولم تكن شهادة الحسين عليه السلام وجميع آل البيت الا مدرسة رائعه للاسف حفظت في القلوب وانهمر لاجلها الدموع ولكن ما أبعدنا عن دروسها لهذا أقول انه سجن بجريرة العمل.عندما تعود الناس لربها وتتقي الله في بعضها البعض وتسود ثقافة رحمة المسكين والضعيف سوف تحطم ابواب سجنهم.
مواطن صابر
2008-07-30
السلام عليكي سيدتي الفاضلة ابدا سيدتي لن نركع حتى بموتنا فنحن كنخيل العراق نموت واقفين لن نسقط ونحن اتباع علي والحسين روحي فداهم سيدتي لقد عدينا لسراقنا ورقتا في صندوق الانتخابات تجلب لهم العار وتفضح زيفهم وكذبهم الذي سطروه في الأنتخابات الماضية حين كذبوا واستغلوا اهل البيت عليهم السلام لن نسجن فأروحنا حره وان بانت على وجوهنا مسحة الذله ان ذلتنا من ندمنا على تصديقهم لن ينفع الكلام المعسول فقد فضحت كروشهم وسياراتهم المضلله زيفهم سيدتي نحن احرار ليس لاحد سوى الله ونبيه واهل بييته لغيرهم من فضل علينا فلاندين لأحد فنحن احرار وهم مصاصين دمائنا المساجين كهدام مساجين بخوفهم وكذبهم مساجين بعارهم بضمحللهم مساجين بعبوديتهم لدنيا فمن السجين سيدتي فنحن ننام ملأ أعيننا رغم رماح الموت من حولنا بكل صوره رغم جوعنا وعذاباتنا فسنبقى سوط يأرق مضاجعهم ويبعد الكرى من أعينهم كأمامنا الكاظم روحي فداه رمحا يأتي بغضب الله على هاروون أبد الدهر فمن يستطيع سجن ارواح امنت وتشبعت بحب الأئمة الأطهار فمن يستطع
ابو محمد البصراوي
2008-07-29
السلام عليكم الف تحية حب واحترام وتقدير الى الاخت الفاضلة المهندسة . ان شاء الله تحقيق الاماني والاحلام . ان شاء اللة ياتي اليوم الذي نرى فيه بلدنا واهلنا واحبابنا بالف خير عامرا باهلة وان يبنى ويكون شامخا يسر العيون والقلوب وبعيدا عن حقد وشر العربان يارب
Hadi
2008-07-29
نعم سيدي القديسه نحن مسجونين !!! ولكن من سجننا هو الكاظم ع عينه,, لقد سجننا بعشقه وحبه وولائه,,, سجننا برهبانيته التي تعجب منها اعداءه قبل مواليه,,, سجننا بورعه وتقواه وصبره وشكره وحمده ,,, فما اروع السجان ومااحلى السجن
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك