المقالات

شهيد المحراب ... امة في رجل


احمد عبد الرحمن

حينما نقول ان المنهج الفكري والاخلاقي والسياسي والاجتماعي لشهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) بات منهج امة بكاملها، فهذا يعني امورا واشياء كثيرة وكبيرة في دلالالها ومعانيها ومكنوناتها.لايمكن للمرء ان يصبح مؤثرا في الكيان المجتمعي ما لم يكن يتمتع بصفات وخصائص يفتقد اليها الكثيرون، بحيث انها تشكل مع بعضها البعض منظومة قيم اخلاقية وانسانية واجتماعية متكاملة، لتمثل بالتالي مدرسة ينهل منها الاخرون بطريقة تختلف عن طريقة التعليم والتلقين التقليدية، انها تتمحور في عملية تأثير وتأثر فاعلة ومتحركة بأستمرار.اننا نشهد اليوم اندكاكا من قبل ملايين الناس من ابناء الشعب العراقي على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم بشخصية وكيان شهيد المحراب قدس سره)، هذا الاندكاك الذي يمثل الان بعد استشهاده، امتدادا حقيقيا لذلك الاندكاك الذي كان قبل استشهاده، وهذا الاندكاك الممتد من مرحلة الحياة الزاخرة بالبذل والعطاء والتضحيات ونكران الذات، الى مرحلة ما بعد الاستشهاد، لم يتخذ نسقا ومستوى واحدا رتيبا، بل انه اتخذ مع مرور الوقت منحى تصاعديا، وكانت مصاديقه ومعطياته واضحة وجلية الى حد كبير.ان النتائج التي وصلت اليها العملية السياسية، وما تمخض عنها خلال الاعوام الخمسة الماضية يعد انعكاسا ومصداقا لمنهج شهيد المحراب ورؤاه السياسية والفكرية الصائبة، فهو كان يؤكد ويشدد بأستمرار ، ان في مرحلة المعارضة، او في مرحلة ما بعد زوال نظام المقبور صدام، على اهمية وضرورة ووجوب مشاركة كل العراقيين في ادارة شؤون بلدهم، وعلى ترسيخ اسس النظام الديمقراطي التعددي الفيدرالي، الضامن لحقوق جميع العراقيين ايا كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم.وان وأد الفتنة التي اراد اعداء العراق ايجادها، ودفع ابناء هذا البلد الى التناحر فيما بينهم، وافشال ذلك المخطط التدميري السيء، بفضل التكاتف والتعاون والتازر، مثل مصداقا للسير على منهج شهيد المحراب في التعايش على اساس المحبة والمودة والاخوة والهم المشترك، بصرف النظر عن عناوين الانتماء السياسي او القومي او المذهبي او الديني او الطائفي.ان شهيد المحراب (قدس سره) كان بالفعل ، ومازال حتى بعد استشهاده، يمثل بحق امة في رجل.

24-7-2008

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك