المقالات

قصتي مع جيش المهدي (الحلقة الثانية )


بقلم: د.صباح حسين

بعد قيام النظام الصدامي البائد بشن عدوانه على الجارة ايران لم تتوقف مشاريعه الجهنمية في زج ابناء الشعب العراقي في محرقتها ,حيث كانت مفارز ما يسمى بالجيش الشعبي تقوم باصطياد المواطنين وزجهم في تشكيلات مسلحة في جبهات الموت على الحدود ,حيث كان القليل منهم من يعود سالما من هناك وكانت مدينة الثورة مسرحا لاعمال التجنيد القسرية التي كانت تجري من دون هوادة نظرا لكثافتها السكانية وللعداء الكبير الذي يكنه النظام لها نتيجة لمواقف اهلها الرافضين لسياسات النظام البائد الاجرامية .لقد كان لي صديق في المدينة وكان ابوه وطنيا غيورا استغل علاقته باحد كبار البعثيين في المدينة في الدفاع عن ابناء مدينة الثورة وحمايتهم من بطش النظام واجهزته القمعية وكان يتعمد تسريب مواعيد الحملات الامنية والمداهمات الى ابناء المنطقة من اجل ضمان افلاتهم من قبضة الاجهزة التي كانت تتولى هذه المداهمات وقد تكرر الامر اكثر من مرة مما دفع النظام بتكثيف التحريات بحثا عن مصادر هذه التسريبات التي كانت تسمح للمواطنين بالافلات حتى قادت معلومة صغيرة الاجهزة الامنية الى والد صديقي الذي تعرض الى عملية اعتقال من قبل الاجهزة الامنية والحزبية وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد مع استثنائه من العفو العام حتى النهاية .والد صديقي ونتيجة لموقفه الوطني الشجاع في حماية ابناء مدينته من بطش وقمع الاجهزة الامنية البعثية الصدامية ورفضه ارسالهم كوقود الى ساحات الموت للدفاع عن عرش ال العوجة صادر النظام مسكنه وقطع راتبه وعانت عائلته من ظروف معيشية صعبة واضطرت زوجته الى بيع الخضروات في احد الاسواق الشعبية في المدينة من اجل سد رمق عائلتها .بقي والد صديقي في السجن اكثر من خمس وعشرون عاما وقد استثني من كل قوانين العفو التي اصدرها الطاغية صدام حتى خرج في العفو الاخير قبل سقوط النظام باشهر قليلة عندما فتح النظام ابواب السجون ليخرج منها القتلة والسفاحين واللصوص ,فضلا عن السجناء المتعبين والمنهكين والذين لم يجد النظام وقتا كافيا لتصفيتهم ممن يعتبرهم النظام من المارقين والمحرضين عليه ليعود الى اهله وعائلته من جديد . عاد والد صديقي الى وظيفته من جديد ليمارس عمله كمهندس للنفط بعد ان تم فصله في السابق بسبب مواقفه ,لكنه لم يكن يدري بخلده وذهنه وهذه السنوات الطويلة التي امضاها في السجون ان يجد امامه حفنة من العصابات واللصوص ممن ينتسبون الى جيش المهدي بعد تشكيله وهم يقومون بسلب ونهب المنشأة التي يعمل فيها وتصديه لهم وفضحه لجرائمهم مما اثار غضب هذه العصابات والعناصر على اسلوبه معهم مما دفعهم الى التخطيط لابعاده وازاحته عن طريقهم فاخذوا يرسلون رسائل التهديد اليه بالقتل والموت في حال لم يكف عن التصدي لهم وخططوا ايضا لنقله بعيدا عن الدوائر التي يمارسون السرقة فيها ,لكن والد صديقي لم يكف عن دوره الوطني في فضحهم وكشف الاعيبهم ,بعد قيامهم بسرقة الرواتب وبطريقة مفبركة عندما اتفق موظفو المالية الذين هم من هذه العناصر والمكلفين بسحب الرواتب مع اللصوص والاتفاق معهم على سرقة الرواتب بعد تحديد الزمان والمكان معهم ,وفعلا حدثت السرقة وبعد ان قامت عناصر جيش المهدي المتواطئة مع اللصوص بادعاء الاصابات والجروح من اجل ابعاد الشكوك عنهم ومن المثير للاستغراب ان عناصر جيش المهدي التي هيمنت على هذه المنشأة النفطية سرعان ما اصبحت ثرية وبشكل عجيب من خلال شراء العديد من المساكن والسيارات في المنطقة .عناصر جيش المهدي وبعد ان وجدت ان والد صديقي يقف عثرة في طريقها قررت ان تقوم بقتله وهو ما قامت به فعلا بعد ان نصبت عناصرها كمينا له اثناء توجهه الى الدوام صباحا ,حيث قامت باعتراض طريقه وافراغ اكثر من تسعين رصاصة في جسده ومن المؤسف ان هذا الامر قد حدث امام انظار عناصر الشرطة الذين اكتفوا بالتفرج على الحادث وكأن الامر لايعنيهم تاركين لصديقي واهله اللوعة والاسى والذكريات المريرة والحزينة .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
برهان
2008-07-19
ويل لهم ثم وبل لهؤلاء المجرمين القتلة الذين استباحوا الدماء والأعراض الأموال الحرام ألا لعنة الله على المجرمين الذين عاثوا في الأرض فسادا وسيكون عقابهم عاجلا غير آجل بحول الله وقوته
قلم رصاص
2008-07-16
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ..الله سبحانه وتعالى يمهل ولايهمل ,دعهم يسرقون ويقتلون ويعيثون فسادا ,فسيأتي اليوم الذي يجنون فيه ثمار أعمالهم وإجرامهم وخستهم وسترون آثار فعالهم جلية وواضحه عليهم وسترتسم الذله والخزي والعار على جبين كل منهم وسيذيقهم الله لوعة مابعدها لوعه حينما يعاقبهم بأولادعهم وحرائرهم لانهم أدخلوا الى بطون ذويهم مالاً سحت وتعلقت برقابهم ,رقاب ودماء وبيوت هدمت أركانها وشردت عيالها وهتكت أعراضها.صبراً فإن الله لهم بالمرصاد عاجلاً أو آجلا.ألا لعنة الله على البعث والمنافقين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك