المقالات

العشيرة والحكومة .. والدولة


جــواد الســـــعيد j12alsaaidhotmail.com

سبق النظام القبلي ظهور الدولة في بداية تشكيل التجمعات البشرية ،وتمثل الدولة قمة ما توصل إليه الأنسان في التنظيم المدني والأداري بعد أن أخذت على عاتقها تحمل المسؤوليات الهامة منها توفير الخدمات والأمن والدفاع والقضاء وتخطيط المدن وتنظيم الأقتصاد، والذي أدى بالنتيجة الى انحسار دور القبيلة الى حد ما. وكما كانت القبيلة جزء من الشعب الذي هو أحد أركان الدولة اضافة الى ركنيها الأخريين الأرض والحكومة فلا شك أن الحكومة تنبثق من بين ابناء الشعب بكافة انتماءاتهم أما بالأنتخاب أو بطريقة أخرى.وتكون عودة الفرد الى القبيلة حتمية بعد انهيار الدولة ومؤسساتها لغرض اشباع حاجاته الأساسية خصوصا الحماية من أي طارئ أو خطر يهدد حياته وممتلكاته وهذا ما حدث في العراق بعد انهيار الدولة في عام 2003 وشاهدنا ذلك في كثير من الحالات التي تحملت العشائر العراقية مسؤولية فض النزاعات والتدخل لحماية الفرد وان كان تدخلها سلبيا أحيانا، وإن كان انهيار الدولة العراقية ليس غريبا لأنها كانت تحمل أسباب انهيارها منذ اليوم الأول لتأسيسها اضافة الى تحويل الدولة الى منظمة لخدمة عصابة تتحكم بمصير الشعب وثرواته.وظاهرة القبيلة ليست طارئة على الدولة العراقية بل هي متأصلة فيها كما أنها ليس عيبا في المجتمع العراقي بل هي امتداد لماض تليد اضافة الى امتدادها في الدول المجاورة التي حافظت عليها مثل السعودية وسوريا والأردن والكويت ولكن هذه العشائر لايشكل وجودها مساسا بسيادة الدول التي تتواجد فيها بل استفادت منها وتعتبرها أساسا رصينا في بناء الدولة.وعملت حكومة العراق الجديد على الأستفادة من القبائل العراقية بشكل جيد في توطيد الأمن في كثير من المناطق, ولكن التخوف لايزال قائما بسبب الأعتقاد الخاطئ ان هذه العشائر هي البديل الأمثل للدولة وسوف تتحول القبيلة الى عامل يعرقل أداء الحكومة وهذا يشكل مردودا سلبيا على الدولة وألغاء دورها في القيام بمهامها مثل الخدمات والأمن والدفاع والأقتصاد سيما وأن العراق بحاجة الى الكثير من العمل لعودة هيبة الدولة وسيادتها وبسط نفوذها على اقليمها لما يعود بالخير والفائدة على الشعب.العمل على توعية العشائر العراقية بشكل جيد والأستفادة منها يحتاج الى جهود كبيرة منها اختيار العناصر المخلصة والتي تمتلك القدرة على اقناع العشائر ان في دعمها للحكومة يصب في صالحها والبقاء على النظام العشائري القديم يزيد في معاناتهم ويشكل عقبة كؤود في بناء الدولة الحديثة ، كما أن تشخيص شيوخ العشائر المخلصين ودعمهم بشكل واسع وعزل رؤوساء العشائر الذين أعانوا النظام الصدامي البائد والحد من نشاط رؤوساء العشائر الذين يتلقون الدعم المالي من أنظمة خارجية تعمل على افشال العملية السياسية في العراق مع العلم أن بعض هؤلاء المشايخ منبوذين من قبل أبناء قبائلهم ولا يخضعون لآرائهم.ومن هنا يتوجب على كل الكيانات السياسية والأحزاب اذا أرادت ارساء دعائم الأصلاح وبناء دولة العراق الحديثة فلا بديل لها سوى الأرتقاء بالقبيلة الى مستوى المسؤولية والعمل على نبذ كل اساليب العنف العشائري واتباع سياسة اقتصادية تقضي على الفقر والبطالة التي يعاني منها أبناء العشائر واعداد برامج خاصة تهدف لتغير الواقع العشائري المرير.

جــواد الســــــــعيد2008-07-12 j12alsaaid@hotmail.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك