المقالات

المرجعيه الدینیه والانتخابات


بقلم: كريم النوري

هناك من يريد ان يبقى دور المرجعية الدينية محصوراً على الفتاوى ذات المنحى العبادي والطقوسي ويحاول استبعاد هذا الدور عن شؤون الحياة والمجتمع والسياسة.ثم لا يكتفون عند هذا الحد بل يحاولون ان يسلخوننا عن علاقتنا المبدئية والتأريخية مع المرجعية الدينية التي نعتقد انها صمام امان للجميع من الضياع والزيغ والانحراف كما هي التي تحدد لنا تكاليفنا الشرعية ومواقفنا العملية التي لا نستطيع تشخيصها بمفردنا.اذا كانوا يشعرون بعدم جدوى وجود المرجعية الدينية لعدم حاجتهم اليها لانهم لا لا يمتلكون مسؤولية شرعية ودينية فهذه مشكلتهم واذا كانوا لا يرتبطون بالمرجعيات الدينية باي صلة سواء في الماضي او الحاضر او حتى المستقبل فهذا شأن يخصهم ولا يهمنا لا من بعيد ولا من قريب.واما محاولاتهم البائسة بالاساءة الى علاقتنا الوثيقة مع المرجعية الدينية بحجة الانتخابات ومنع استخدام الرموز الدينية فهذه لعبة باتت مفضوحة ومكشوفة لاننا الذي يوجه مسارات وبوصلة علاقاتنا مع المرجعية الدينية ليست الانتخابات بل الانتخابات حالة مستجدة وطارئة لان علاقاتنا مع المرجعية مستحكمة ومترسخة منذ ان عرفنا التكاليف الشرعية وقد كنا مع المرجعية الدينية نصغي لتوجيهاتها وتعاليمها في سوح الجهاد مع النظام الصدامي المقبور وكنا معها في الزنزانات عندما كانت تتلوى على ظهورنا سياط الجلادين.فليس ثمة علاقة متصورة ما بين الدعاية الانتخابية وبين المرجعية الدينية فعلاقتنا الوثيقة مع المرجعية الدينية شهد بها الاعداء قبل الاصدقاء فلماذا كل هذا التصعيد والهواجس من هذه العلاقة.هذه العلاقة مبنية على عمق شرعي ومادام هناك تكاليف شرعية تبقى هذه العلاقة دائمة ومستمرة فكيف نفرط بعلاقتنا هذه بسبب اوهام وهوس وهواجس.ليس من الصحيح ان نعزل دور المرجعية عن تشخيص الاصلح او الصالح فان انتخاب المفسد سيفسد النظام العام ويضر الانسانية ويهدم الوطن.فان المرجعية قد طالبت الناس عبر معتمديها ووكلائها بانتخاب الاصلح والاكفأ وهذه المطالبة هي حق شرعي وقانوني لا يحق لاحد منعه او الاساءة اليه.والمرجعية الدينية عندما تشخص خللاً او خطراً يترتب على غفلة او سهو انتخابي فانها ستتدخل لتصحيح المسار ودرأ الخطر والمفسدة وهذا ايضاً جزء من تكاليف وواجبات المرجعيات الدينية وهذا التشخيص لا علاقة له بحريات الناس مطلقاً ولا اختياراتهم.المرجعية الدينية هي التي تحدد تكاليف الناس ولا تنتظر من الاخرين لكي يحددوا مساحات تكليفها او يرسموا مسارها وهم لا يفقهون من كتاب الله آيتين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي
2008-07-14
كلام صحيح فلتكن العلاقة وثيقة هذا لايضر ولكن لاتدعو من لاينخب القائمة س بالخروج من المذهب او انتخب سيد علي وكان كل من في القائمة هو سيد علي ان الانتخاب ليس الاصلح (فمن هو الاصلح الذي يصلي) فقط ولكن على الاصلح زائد البرنامج السياسي الاقتصادي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك