المقالات

اليتيم أمل وألم


بقلم : سامي جواد كاظم

لماذا يؤكد الإسلام على مراعاة اليتيم ؟ ولماذا يحذر من غمط حق اليتيم ويتوعد بالسعير لمن يقدم على ذلك ؟ هل اليتيم بحاجة لعوض عن حنين الأبوين ؟ اعتقد المعروف لدى الكل هو الجانب الأخلاقي والعاطفي هو السمة الغالبة على التعامل مع اليتيم في سبيل إشباع الفراغ الحنيني الذي خلفه فقد الوالدين ، إلا إن من خلال المتابعة والدراسة نجد إن تأكيد القران والسنة النبوية وأحاديث الأئمة على العناية باليتيم هو لإبعاد أخرى تعود نتائجها الايجابية للمجتمع من خلال اليتيم ، فما هي الأمور المترتبة على الاهتمام او الإهمال لليتيم ؟أولا إن كلمة اليتيم تطلق على فاقد الأبوين وثانيا ان يكون عمره تحت سن الرشد أي انه في عداد القاصرين وعليه فقد وضع الإسلام تعليمات تحث المسلمين على الالتزام بها في تعاملهم مع اليتيم قبل بلوغه.سن البلوغ حسب ما متفق عليه هو سن الاحتلام واغلب الأحيان يكون في السن الرابعة عشر من عمره وفي بعض الأحاديث الخامسة عشر هلالية أي قمرية كما جاء عن الأئمة عليهم السلام ( لا يخرج من اليتم حتى يبلغ خمسة عشر سنة او يحتلم ) وكذلك ( انقطاع رزق اليتيم احتلامه وهو أشده )، المهم دون ذلك هو يتيم .وطبيعة تربية الأبناء حددها الشارع الإسلامي في كيفيتها والتي يجب ان يلتزم بها الآباء إذا ما أرادوا لأبنائهم التربية الصالحة اذا من لليتيم يقوم بهذا الدور ؟عن الإمام الصادق (ع) : الغلام يلعب سبع سنين ويتعلم الكتاب سبع سنين ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين .واحدث تعريف إسلامي متفق عليه للتربية هو هي عملية تدريب لتعليم السلوك ألعبادي وهذا يأتي من خلال تنمية التقوى التي ألهمها الله عز وجل للنفس البشرية ( فألهمها فجورها وتقواها ) إذن لا بد من الاعتناء بالتقوى والإغماء للفجور ، لأنه لو حدث العكس يكون هذا الولد قد هُيئ تهيئة تامة للجريمة والتي يكون لها مردود سلبي على المجتمع ، هذا الاعتناء بالولد ان كان فاقد الأب يكون من مسؤوليتنا وإذا تركناه فانه يكون أمام إحدى حالتين اما يصاب بالاكتئاب النفسي والانطواء وعدم مآلفة المجتمع والتي ينتج عنها انه قد يكون في داخله مواهب معينة تنفع المجتمع تكون قد طمرت بسبب الأجواء السلبية التي وفرناها له نحن بعدم عنايتنا له واما انه يجنح نحو الفجور وهذا بالتالي يكون أشبه بالأمراض الخبيثة التي تصيب جسد الإنسان حيث يصبح مرض خبيث في جسد المجتمع .الإنسان الصالح وسط المجتمع الغير صالح لا اثر له والعكس الإنسان الطالح وسط المجتمع الصالح تظهر أثاره السلبية على المجتمع لهذا لابد من توفير أفضل الأجواء للأيتام حتى لا يشعرون بنقص الحنين والعاطفة والتوجيه الأبوي لهم .ونحن في العراق نعيش مأساة كثرة الأيتام لما تعرضت اغلب العوائل للإعمال الإرهابية وإذا أردنا النهوض والأعمار لبلدنا ميدانيا وأخلاقيا فالالتفات أولا لليتيم لان ذلك يكون له ايجابيتين الأولى خلق إنسان مؤمن وصالح والثانية قد تفجر مواهبه او على اقل تقدير يساعد إخوته في أعمار بلدنا .لو طفل فقد أبويه وجاء شخص بديل لهما قام بعناية هذا الطفل سنجد وعلى البديهة إن هذا الطفل ينادي الذي رباه بابا او ماما وهذه الكلمة تأتي حقا للمربي وليس للذي يلد فإذا ما شعر اليتيم ان له مثل ما لإقرانه من حنين وعاطفة فان ذلك يولد الارتياح لهذا اليتيم والذي يدع مشاعره وتفكيره للانطلاق إلى الحياة الطبيعية مع توجيه المربي له حتى يكون إنسان سوي .نرى ونسمع كثيرا عن الجمعيات التي تعني بالأيتام وأنا أرى اغلبها ليست بالمستوى المنشود وان دوافع البعض منها غير سليم هذا إضافة إلى استخدام مثل هكذا منظمات للإعمال الإرهابية أو الاستخباراتية باسم اليتيم .إذن على كاهل الدولة يلقى هذا الأمر ولابد لها من إقرار أو استحداث مؤسسات تابعة لها تعني بشؤون الأيتام حتى لا يتم استغلالهم بالوجهة الغير صحيحة من قبل النفوس المريضة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
karim al jabery
2008-07-14
خالص تقديرنا للاخ المحترم كاتب المقال.ونتمنى ان تتظافر جهود الخيرين من مثقفين ورجال دين وسياسه لاحداث نهضه ثقافيه ودينيه فالمجتمع العراقي بأمس الحاجه لها .نحن بحاجه لعلاج امراض اجتماعيه كانت نتيجه شيوع لغة الغابه لعقود طويله.مجتمعنا الذي عُرف قبل حكم البعثيون بصيانه حقوق الجار ورد الامانه ورحمة المسكين اصبح يقتل اهله بعضهم ويشكو غياب الوازع الديني والاخلاقي.فأين تجد ياأخي كاتب المقال لليتيم مكان فيه؟ نحن نرجو من كل الشخصيات التي تستأثر باحترام وحب الناس كفضيلة الشيخ جلال الدين أن تتبنى مشروعاً هدفه أنشاء مؤسسات مدنيه وثقافيه تتولى رعاية فئات اجتماعيه بالاضافه لتواصل بث الوعي الديني والقيم الانسانيه..مقال او أثنين لا تكفي لا بد من توظيف فضائيات لهذا الغرض تعلم الناس ان التراحم ثقافه راقيه وجميله ,بالتاكيد سنستطيع ازالة غبار الماضي الكريه الذي تراكم على النفس العراقيه فأساء لها كثيراً
كريم
2008-07-14
خالص تقديرنا للاخ المحترم كاتب المقال.ونتمنى ان تتظافر جهود الخيرين من مثقفين ورجال دين وسياسه لاحداث نهضه ثقافيه ودينيه فالمجتمع العراقي بأمس الحاجه لها .نحن بحاجه لعلاج امراض اجتماعيه كانت نتيجه شيوع لغة الغابه لعقود طويله.مجتمعنا الذي عُرف قبل حكم البعثيون بصيانه حقوق الجار ورد الامانه ورحمة المسكين اصبح يقتل اهله بعضهم ويشكو غياب الوازع الديني والاخلاقي.فأين تجد ياأخي كاتب المقال لليتيم مكان فيه؟ نحن نرجو من كل الشخصيات التي تستأثر باحترام وحب الناس كفضيلة الشيخ جلال الدين أن تتبنى مشروعاً هدفه أنشاء مؤسسات مدنيه وثقافيه تتولى رعاية فئات اجتماعيه بالاضافه لتواصل بث الوعي الديني والقيم الانسانيه..مقال او أثنين لا تكفي لا بد من توظيف فضائيات لهذا الغرض تعلم الناس ان التراحم ثقافه راقيه وجميله ,بالتاكيد سنستطيع ازالة غبار الماضي الكريه الذي تراكم على النفس العراقيه فأساء لها كثيراً
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك