المقالات

شهيد المرجعية ومرجعية الشهادة


بقلم: كريم النوري

شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس) كان من المرجعيات المتميزة بوعيها السياسي وافقها الاستيعابي ورؤيتها المتبصرة ونظرتها الواقعية.شهيد المحراب وان حقق حلمه وأمله لنيل الشهادة التي طالما دعا ربه ان يرزقه اياها يبقى المرجع السياسي والفقيه الملم بظروف عصره ومتطلبات الواقع السياسي والاجتماعي والفكري.أختزل تجارب وخبرات اهم مرجعيات العراق المعاصرة (الامام الراحل السيد محسن الحكيم والسيد الشهيد محمد باقر الصدر والامام الخوئي) الامر الذي عمق لديه ملامح الفهم السياسي والفكري وانجح مشروعه السياسي وبلور الرؤية المعمقة المنتزعة من الواقع العراقي.شهيد المحراب هو الفقيه والمجتهد الذي استطاع ان يؤسس ملامح التحرك الاسلامي الواسع بعد ان كان منحصراً في مساحات نخبوية ضيقة في عهد سابقيه من الفقهاء المتصدين للعمل السياسي.وهو القائد المعارض الذي أسس للعمل المسلح في مواجهة ابشع سلطة بوليسية في العراق والمنطقة وقاد مسيرة سياسية وعسكرية نجحت في التحرك على المسار المحلي والدولي والاقليمي.رغم انفتاحه الايجابي على اغلب قوى المعارضة العراقية السابقة الا انه كان يرفض التعايش والتفاهم مع اركان النظام البائد، بل كان يعتبر التفاوض مع النظام خطاً أحمر لا يمكن التقرب منه او القفز عليه.أستوعب شهيد المحراب حركة التأريخ السياسي المعاصر بكل تعقيداتها وتطوراتها وبلور رؤى سياسية واستشرف الواقع المستقبلي بكل ملامحه مازال قادة العراق ينتهجونها ويستمدون منها نبض الواقع وآفاق المستقبل.واليوم ونحن نعيش ذكراه السنوية الخامسة نستذكر أخلاصه وتضحياته وعزيمته وثقته العالية بالتغيير وانهيار وانكسار المعادلة الطائفية التي تحكمت وحكمت العراق بالنار والحديد.ولا نريد ان نعبر بهذا الاستذكار عن عميق حزننا وألمنا وان كان مصاب رحيله الجلل مازال يعصر قلوبنا بل نريد ان نعيش الولاء والانتماء الحقيقي لهذا المرجع الشهيد وان نسير على الطريق الذي خضبه شهيد المحراب بدمه الطاهر.ولابد ان تكون ذكرى رحيله منطلقاً لكل العراقيين لانقاذ البلاد والعباد من الطائفية والفئوية والحزبية المقيتة وان يكون العراق فوق مصالحنا الخاصة وفوق كل التوجهات الفئوية والمناطقية كما كان شهيد المحراب يضحي بكل مصالحه الشخصية من اجل العراق.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك