المقالات

الإمارات تقدم حلوى عربية لأطفال العراق ... إسقاط الديون


بقلم جميل محسن

لا يمكن التوقع أو حتى الحلم بمستقبل زاهر لنا نحن أهل العراق بعد سنة أو اثنتين أو حتى أكثر , وللمتشائمين بدرجة أعلى أقول ربما لايزال العراق يسير نحو مستقبل مجهول تسحبه من كافة الجهات أطماع السياسيين المستجدين والقدامى , ضمن تيارات لا تريد أن ترى أو تصدق أن الجميع في مركب واحد , لاتستطيع أي مجموعة أن تدمر موقعها أو قمرتها بحجة التملك وحرية التصرف دون أن يغرق الآخرين , كما تتلاطم من حول المركب نفسه عواصف وأمواج من أجندات غريبة خارجية متنوعة , تجد العون والمساندة من الداخل في غياب القيادة الواحدة التي تحدد المسار الصحيح . - كما لست في وارد حديث المثاليات والنصائح , ولكنها رؤية واقعية لمستقبل وطن ودولة نريدها متحررة وقبل كل شيء من أثقال التعويضات والديون وفوائدها وتراكماتها واستقطاعاتها , والاستغلال السياسي البشع لها , سواء من قبل سياسيين محليين يساومون الوطن قبل الدائن على درب الخلاص منها , أو من دول لاتنظر للعراق كبلد شقيق أو جار على الأقل , يمكن التعاطي معه بشكل طبيعي وسليم , ولكن كوحش يجب إبقائه مغلولا أو داخل أسوار سجن في أسوأ الأحوال , أو الحذر منه وتجنب الأخذ بيده للنهوض إن سقط في أحسنها . - من هنا ينبغي النظر إلى مسالة الديون والتعويضات , وتوالي حلولها والتعامل الايجابي حين تداولها من مختلف دول العالم البعيدة عنا , والمتفهمة لما يمر به البلد بغض النظر عمن يجلس على كرسي الحكم فيه , أو مقدار ضعف و قوة نظامه الحالي , مادامت صفحة مؤلمة قد طويت , مليئة بالحروب والحصارات وعدم الثقة المتبادلة بين أهل الحكم في العراق والعالم بأسره , وما نلاحظه اليوم من مرحلة انتقالية تتطلب التخلص من القيود لا مراكمتها وإبقاء الماضي حيا بكل سلبياته بدل النظرة المستقبلية التي يبدو أن أهل المسؤولية في الإمارات قد وعوها , ورموا خلفهم ديون كبل بها شعب العراق ودفع الدماء الغالية ليراها تتراكم لا لتخلص أجياله القادمة من الأخطار وتمنحهم الأمن والاستقرار . - فهمت الإمارات ماغاب عن إدراك الآخرين , بان هذا الطفل العراقي الذي ولد قبل سنوات قليلة , قد جاء يطوق عنقه ويقيد رقبته حصة قدرية من دين وتعويضات مركبة الفائدة واجبة السداد , تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات , لو لم تزال وتلغى , ستخلق له مشكلة وطن يعيش ليسدد للآخرين , أثمان وفوائد أسلحة وعتاد أرسلت أليه وبها قتل العديد من آبائه وأعمامه , والمطلوب الآن أن تتحكم بمستقبله , وقد لاتكون كل الأمور بهذه السوداوية والقلق , ولكنها صفحات ماضية تستوجب الغلق والتمزيق وجعلها عبرة للمستقبل , لا سكاكين مطوية ومخبأة يمكن إشهارها لتبدأ دورة العنف من جديد . - ليس أهل الحكم من سيستفيد من إزالة الديون , لان الحاكم اليوم غالبا والكل يعلم لديه متراكم ملياري هو غير مؤهل لاستثماره بشكل صحيح لوخلصت النيات , ولكن الجهل والفساد لا يستمر , ولست في وارد الدفاع أو انتقاد الإدارات الحكومية الحالية , ولا تصور أن إسقاط الديون سيصب في مصلحتها بأكثر مما يوفر للأجيال العراقية القادمة متنفس اقتصادي وميزانية لاتشكو العطب وقيود الأشقاء , التي ستولد حقدا وضغينة تكون زادا لأول مغامر يبحث عن أمجاد حربية لا تعاون وتكامل اقتصادي بين شعوب ودول لديها الكثير من مقومات النجاح حال توفر الأرضية الاقتصادية المشتركة . - ربما ستتذكر الأجيال القادمة إذا جلس أطفال اليوم رجال الغد في العراق حول جرده حساب , لماض يريدون نسيانه , أن دولة الإمارات العربية قد حققت الاختراق الخليجي , و رفعت عن كاهلهم أثقال مليارات , تحولت أثمانها إلى (حلوى ) وغذاء ودواء ومدارس ومستشفيات ومعامل وجامعات , وارتفع معدل التبادل التجاري , وتحول الحدث إلى درس ايجابي لدول الجوار , التي بدأت بالتفهم بان كسب أجيال العراق المستقبلية خير لها من ديون وتعويضات أنتجت للعالم , أوربيا , هتلر وألمانيا النازية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2008-07-08
رحم الله الشيخ زايد و بارك له في ابنائه
حيدر المالكي
2008-07-07
خطوة حلوة من الامارات وبقي راس الارهاب ال سعود الذين ارسلوا لنا الارهابيين لقتل اطفالنا في العراق !! وكذلك جار الشؤم الكويت التي تتامر مع محافظ البصرة على العراق عبر الزيارات المكوكية السرية للمحافظ واخيه !!! اقول هنا على الحكومة المنتخبة الشريفة بتقديم دعوى عبر المحكمة الدولية لادانة السعودية والكويت لمساعدتهم صدام الاعوج ابن العوجة في الحرب مع ايران و وعندنا الادلة الكافية !! وكذلك مقاضاتهم لانهم السبب في قتل و عوق ملايين من الشبان في العراق بسبب اموالهم التي هي كانت منحة لصدام !!!
رياض عباس
2008-07-07
انشاء الله كده عيال زايد رحمه الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك