المقالات

قناع المستقلين .. الصدريون و الانتخابات المقبلة


( بقلم : كمال ناجي )

المستقل وصف يطلق على الشخصية السياسية الغير منتمية إلى حزب أو تيار و غالبا ما تكون شخصية زاولت العمل السياسي في فترة ما أو كونها تمتلك وجاهة اجتماعية أو دينية أو مؤهلات معينة تمكنها من المزاحمة في الانتخابات أو يتم ترشيحها إلى مناصب حكومية محددة .

 و رغم صعوبة تحقق الاستقلال بالمعنى الذي يحدده البعض بعدم الانتماء الحزبي أو الانحياز في مجتمع متعدد الأثنيات و الطوائف بما يبدو معه وصف مستقل و كأنه الانتماء الوطني الخالص الذي يعني عدم الميل لجهة سياسية أو دينية أو ذات انحياز طائفي أو مناطقي فإن محاولة تأكيد هذا المعنى يمثل مظهرا من مظاهر التعافي الديمقراطي و له أن يسهم في إضافة مفاتيح الحلول في جعبة السياسيين و الأحزاب و الكيانات لبعض المشاكل المتوقعة على الدوام . فالمستقل برغم كل المؤاخذات قد يكون نقطة التوافق و الالتقاء و المصالحة و من هنا فكان من السديد للقوى السياسية العراقية تشجيع الاستقلال و إن مثل كتلة منضوية في ائتلاف أو تكتل أوسع . و كان يجب تأكيد مفهوم الاستقلال بواقعية لا طوباوية و قبوله كمفهوم نسبي بعيدا عن الإطلاق لكونه اقرب إلى الاستحالة ومن ثم احتضان المستقلين و تشجيعهم ليمثلون خيارا انتخابيا أمام الناخب ، فالمستقلون حاضرون في كل مجتمع ديمقراطي و إن طرأت على " الاستقلال " نفس الإشكاليات التي يطرحها البعض لدينا . إلا أن ما لوحظ مؤخرا هو ميل بعض القوى السياسية ولا سيما التيار الصدري إلى جعل ورقة " المستقلين " مما يلقى على طاولة مخادعة الناخبين و محاولة استغفالهم و ما قرار الانسحاب من خوض الانتخابات و الدخول بقوائم المستقلين إلا ضربة تكاد تكون قاضية لمفهوم الاستقلال و ظاهرة وجود بعض الوجوه التي لا تنتمي إلى حزب سياسي .

إن المستقل بعد هذه الخطوة من جانب التيار الصدري سيفقد مصداقيته تماما و سيرسخ في الأذهان ألا وجود لمستقل حتى بتلك الدرجة التي تم قبولها بغية استقرار الظاهرة و تطورها لما فيها من منافع جمة . فالجميع يعلم الآن أن مكاتب التيار في المحافظات قد قامت باختيار أسماء لوجوه اجتماعية و عشائرية و دينية و غيرها كلها موالية تمام الموالاة للصدريين و الدخول بهم على أساس كونهم مستقلين و هم أبعد ما يكونون عن هذا الوصف إلا إذا صح وصف الباذنجان بكونه طماطة على حد تعبير أحد الأخوة الساخرين .. بالطبع فإن الأمر مكشوف للغاية أمام المواطنين الذين سيستقر في أذهانهم أن وصف مستقل مجرد ضحك على ذقونهم و هو شيء لا واقع له و بهذا يوجه التيار الصدري ضربة أخرى للديمقراطية و مفاهيمها و ما يجب أن يراعى من المظاهر النافعة . على أن عزف الصدريين عن التحلي بالجرأة و الدخول بحزبهم السياسي المسمى بالتيار هو عزوف نابع من الشعور بعدم قدرتهم على تحقيق نتائج معتد بها بعد تعاظم سخط الجماهير من سطوة مليشياتهم و لن ينسى العراقي بهذه السهولة الأيام القريبة التي تسببت بها مليشيات ما يعرف بجيش المهدي بالخراب و الدمار و اقتتال بين أبناء المذهب الواحد و الطائفة الواحدة و لم يتنفس الناس الصعداء إلا بعد العمليات الأخيرة التي طالت معاقلهم و تم إعادة سلطة الدولة و القانون إليها وسط ترحيب جماهيري كبير لا ينكره إلا من في عينه عمى .

و السؤال الذي يتردد الآن على ألسنة الناس في الشارع العراقي هو : ما الذي يختلف فيه المستقل الموالي لمقتدى الصدر عن الموالي لمقتدى الصدر ؟! سؤال يحمل الإجابة بنفسه لذلك قد لا يرى له البعض معنى يذكر ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك