المقالات

مقتدى الصدر وحرب الطماطة


( بقلم : جميل الحسن )

ما من شك فان الاستقرار السياسي في البلاد سيسهم في التعجيل بخروج القوات الاجنبية من البلاد ويسرع ايضا من عملية تدريب وتجهيز القوات العراقية المسلحة واكمال جاهزيتها لتسلم الملف الامني باسرع وقت وهما يمثلان مطلبا عراقيا وطنيا لاجدال فيه ,لكن اثارة القلاقل والاضطرابات واثارة النزاعات المسلحة في البلاد تعمل على تقويض هذه الجهود واطالة عمر الوجود الاجنبي في البلاد وهذا الدور يقوم به جيش المهدي افضل قيام ,حيث قام باشعال اربعة حروب في العراق لحد الان منذ سقوط نظام الطاغية المقبور ,فضلا عن استهدافه الدائم للبلاد وامنها واستقرارها وحروبه وقطيعته مع باقي الفئات السياسية الاخرى في البلاد وعدم التعامل مع القضايا السياسية الهامة في البلاد من منظار مراعاة مصالح البلاد العليا والهامة وعدم الانجرار وراء سياسة الحروب الداخلية والنزاعات المفتعلة من اجل تحقيق اهداف سياسية انية وعلى حساب معاناة الشعب العراقي .

وهذا مايعمل عليه مقتدى الصدر عندما اعلن وبشكل مبالغ فيه عن رفضه لبنود الاتفاقية الامنية التي تجري مفاوضاتها حاليا بين الحكومتين العراقية والامريكية ,بل بادر ايضا الى اعلانه عن تشكيل المجاميع والسريا الخاصة لمحاربة القوات متعددة الجنسيات في العراق والضغط من اجل الغاء الاتفاقية وبنودها مما يكشف عن مراهقة سياسية واضحة ورغبة في تعطيل مسار العملية السياسية في العراق .واستمرارا للمنهج السابق الذي دأب من خلاله على اثارة النزاعات والاختلافات في داخل البلاد.لقد اعلنت الكثير من القوى السياسية في البلاد عن رفضها لبعض بنود الاتفاقية والتي تم التفاوض بشانها وضمن موقف مدروس ومشروع لايتقاطع مع مفهوم المعاهدة ولايضر بالسيادة العراقية وان تجري ضمن اجماع وطني على بنودها من دون الحاجة الى اعلان الحروب واثارة النزاعات وتعميق الفرقة والانقسامات في داخل البلاد .

لقد اكد مقتدى الصدر في بيانه الاخير عن معارضته للاتفاقية وهذا امر مشروع له مادام لايتعارض مع الدستور او يخل بالامن والنظام ,لكنه ليس من حقه التكلم بالنيابة عن اكثر من 27 مليون عراقي ومصادرة ارائهم واختزالها برايه الطفولي والمراهق هذا .حيث ان مقتدى وعن طريق ميليشياته لايجيد غير لغة السلاح والحرب ظنا منه بان هذا الاسلوب سيحقق له اهدافه المعلنة وغير المعلنة في العراق .وما من شك فان مقتدى بلجوئه الى مثل هذا الاسلوب المكشوف والرغبة في اثارة النزاع والاضطراب الامني انما يحاول محاكاة تجربة حزب الله في لبنان واسلوبها في تحرير جنوب لبنان .

لكن مقتدى يحاول تجاهل عدة حقائق مهمة انه لايوجد وجه مقارنة بين تحرير جنوب لبنان ومزارع شبعا وبين العراق فليس هناك رابط او وجه مقارنة بين الموضوعين فلايوجد نزاع حدودي بين العراق وامريكا حتى يعلن مقتدى حروبه لتحرير العراق وليست هناك من مزارع محتلة على غرار مزارع شبعا حتى يتخذ منها مقتدى الصدر مبررا لشن حروبه واظنه سيفتش عن مزارع في العراق ليجعل منها القضية التي سيحاول الانطلاق منها لاعلان حربه الكارتونية لتحرير العراق وهذه المزارع ربما سيجدها مقتدى في مزارع الطماطة في الزبير والتي ستجعل من اسعار الطماطة تشهد ارتفاعا كبيرا نتيجة لحروب مقتدى القادمة لتحرير العراق ولكن من الطماطة هذه المرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام حازم
2008-07-01
تحياتى الى كاتب المقال وعتزازى به ولكن ان المدعو مقتدى وامثاله زلايستحقون الكتابه لانهم اعداء العراق ولايحبون حتى انفسهم ان مقتدى وامثاله طفيلون على السياسه والدين ونهم بقايا البعث الذى اصبح من الماضى المظلم وسيلتحق به مقتدى وامثاله الى مزبلة التاريخ وان عجلة الزمن لن ترجع الى الخلف وستسحق هولاء العملاء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك