المقالات

العمارة ونهاية اخر معاقل جيش المهدي في الجنوب


( بقلم : جميل الحسن )

لمحافظة ميسان حكاية مع جيش المهدي و التيار الصدري مازالت فصولها مستمرة منذ اكثر من خمسة اعوام .اذ استباحتها هذه العناصر لتعمل على تحويلها الى منطقة مغلقة لحساب التيار وكانتونا خاصا به من غير المسموح لاية كتلة سياسية او حزب معين بالعمل فيها .وقد حاولت عدة احزاب كسر طوق الحصار الصدري المفروض حولها فلم تفلح ,بل ان هذه الميليشيات والعناصر عملت على قتل العديد من الاشخاص الذين حاولوا اقامة مكاتب وممثليات لاحزاب اخرى في داخل المدينة فلم يفلحوا ,اذ تعرضوا الى اعمال القتل والتهديد بالقتل لتعيش الممدينة وضعا متازما من خلال هيمنة هذه العناصر على الاوضاع في مدينة العمارة التي لم تشهد اي تقدم يذكر بالرغم من سيطرة التيار الصدري على نسبة كبيرة من مقاعد مجلس المحافظة وكون المحافظ نفسه ينتمي الى التسار الصدري ,اذ غابت المشاربع الجادة والحقيقية لتطوير المدينة عنها والتي ما تزال احدث مشروع فيها يعود الى منتصف الثمانينات من القرن الماضي ومازال اهل العمارة يتحدثون عن المحافظ ورئيس مجلس المحافظة وكلاهما من النيار وكيف قاما باعادة الاموال المخصصة لمشاريع الاعمار والبناء في المحافظة الى الخزينة المركزية بدلا من انفاقها على المشاريع تحت مزاعم عدم وجود شركات عراقية متخصصة يمكن الوثوق بها لاقامة مثل هذه المشاريع .وهذا التصرف اكد ضحالة وتدني قدراتهما وعدم توفر الكفاءة لديهما لادارة شؤون المحافظة وبالشكل الذي يؤدي الى تطويرها وخدمة ابناؤها .عناصر جيش المهدي في مدينة الهمارة تمارس عرض عضلات مسلح ومستمر منذ مدة طويلة وعند حدوث اية ازمة مع الحكومة نجد ان هذه العناصر تسارع الى الانتشار في ضواحب المدينة وابعاد رجال الشرطة منها والسيطرة عليها بالقوة .

كما ان هذه العناصر اعتادت ايضا على القيام بقصف المناطق والاحياء السكنية التي تقع بالقرب من القاعدة البريطانية في العمارة .وهذه الاعمال من القصف قد ادت في الواقع الى استشهاد العديد من المواطنين الابرياء ,فضلا عن تعريض حياتهم الى الخطر نتيجة لاعمال القصف العشوائبة تلك .ولم تنفع مناشدات ورجاءات الاهالي في الحد من اعمال القصف تلك والتي لم تتوقف الا بعد مغادرة القوات البريطانية لمركز مدينة العمارة حيث كانت عناصر جيش المهدي اول المسارعين الى نهب المعسكر وتفريغه وعلى طريقة الحواسم بالرغم من عائديته الى الحكومة العراقية التي ابرمت اتفاقا مع القوات البريطانية بتسليم المعسكر اليها بعد الانسحاب ,اذ لم تترك هذه العناصر المجال امام تسلم الحكومة العراقية للمعسكر من البريطانيين ,حيث قدرت المنهوبات بحوالي مليار دينار عرافي والتي تضمنت العديد من المولدات والمضخات والمباني والمنشات وغيرها .

معاناة مدينة العمارة واهلها من وجود هذه العناصر بقيت مستمرة ومتواصلة ومع نشوب اية ازمة او خلاف سياسي في الحكومة نجد ان هذه العناصر تسارع الى الانتشار في شوارع المدينة وفرض سيطرتها على شوارع المدينة بالقوة ومسارعتها لاستغلال الخلاف مع الحكومة لفرض سطوتها وهيمنتها على المدينة رغم عدم وجود علاقة بين موضوع الخلاف مع الحكومة على هيمنتها على مدينة العمارة .ان اهالي العمارة بدوا فرحين مع انتشار اولى القطعات العسكرية التي بدات بالتدفق على المدينة لمحاولة فرض الامن والقانون فيها وانهاء معاناتهم المستمرة من وجود هذه العناصر التي اصبحت في ادنى حالاتها المعنوية بعد الهزائم المتلاحقة التي منيت بها في البصرة ومدينة الثورة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك