المقالات

ميسان مستقرة تماماً !


( بقلم : كريم النوري )

ثمة مفاهيم خاطئة كرسها الجهل والبساطة في مرتكزات وعي الكثيرين متوهمين بان الاستقرار والهدوء الظاهري الذي عشناها في العهد السابق او تعيشه الانظمة الشمولية الديكتاتورية العسكرتارية هو حالة مطلوبة وان كان بجانب هذا الاستقرار سجون ومعتقلات وكم افواه وخنق اصوات وتسيير الناس بالنار والحديد والقمع والتهديد.هذا الاستقرار الذي تفرضه الانظمة البوليسية على المواطنين ويتمظهر في الغالب بمنع التظاهرات والنقد ووغياب او تغييب الصحافة الحرة والسيطرة التامة على وسائل الاعلام وتأميمها لصالح الحزب الحاكم او الجهة المسيطرة هذا استقرار سلبي يقتل الابداع والعطاء والكرامة والحياة.

طالبان سيطروا على افغانستان منذ عام 1996 وكانت العاصمة واغلب المدن مستقرة وهادئة نسبياً بسبب القبضة الوحشية لطالبان والمحاكم الميدانية في الشوارع وقطع الاصابع والاعناق بالسيوف بالساحات العامة لاسباب مضحكة اقلها عدم لبس القناع النسوي او حلق اللحى فهذا اسوء انماط الاستقرار وهو يشبه الى حد بعيد استقرار السجون والمعتقلات فهل صمت السجناء وهدوء المعتقلين الا نمط من الاستقرار؟

والمقارنة بين هذا الاستقرار الذي تفرضه الانظمة البوليسية والظلامية بقوة السيف وبين حالات الحرية المنفلتة احياناً التي تعيشها الانظمة الديمقراطية هي مقارنة باطلة وغير صحيحة وكما يقول الشاعر:ألم تر ان السيف ينقص قدره إذا قيل ان السيف أمضى من العصا

قد نجد مظاهرات وانفعالات جماهيرية غاضبة تواجه بخراطيم المياه او الغازات المسيلة للدموع او القنابل المطاطية كما نشاهد حالة من الهدوء والاستقرار الذي يشبه استقرار المقابر اذا لا يعقل ان يتظاهر الموتى او يعترضون فهل نقول ان المقابر اكثر استقرار من الاوطان المتحررة التي تحترم الانسان وحرياته؟بعض مناطقنا ومحافظاتنا العزيزة وبسبب الانفلات الامني وضعف الاداء الحكومي بقيت منذ سقوط النظام تحت سيطرة ورحمة ميليشيات مسلحة غير رسمية تتحكم بمقدرات وحريات الناس وتستعير من النظام السابق قسوته وقمعه وقد تبدو هذه المناطق مستقرة وآمنة نسبياً لسيطرة هذه الميليشيات ومحاكمها (الشرعية) على اهلها المغلوب على امرهم بل لا يعترضون او يتظاهرون ضد هذه الميليشات التي تتعامل بقسوة مع خصومها وهي خارج السلطة والقانون.

هذا الاستقرار مرفوض لانه اساساً منطلق من قوة غير شرعية وهيمنة غير قانونية ونحن على ابواب انتخابات نحتاج الى حريات الناس في ابداء ارائهم لكي لا نكرر استفتاءات (المهيب) ونتائجها السحرية 999% .والغريب جداً ان نسمع ونشاهد اعضاء مجالس محافظة وهم يكرسون شرعنة هذه الميليشيات باعتبار ان محافظاتهم مستقرة لسيطرة هذه الميليشات عليها بتواطوء مشبوه مع قوى محلية مستفيدة او خائفة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك