المقالات

الفرار الخائب و تبادل الأمكنة لعناصر المليشيات


( بقلم : عواد عباس الموسوي )

خلال الشهر الأخير " شهر أيار " جذب انتباهي عنوان خبري تكرر عدة مرات في الصحف و المواقع الإخبارية و تمثل بعمليات إلقاء القبض التي تنفذها القوات الأمنية ضد المجاميع الخارجة عن القانون من عناصر المليشيات و المجموعات الخاصة ، الجديد هو ما يلاحظ في تلك العمليات من كونها ذات قاسم مشترك وهي أن الملقى القبض عليهم في محافظة هم فارون من محافظة أخرى ، فمن يلقى عليه القبض في واسط مطلوب في محافظة الديوانية و من يلقى عليه القبض في كربلاء مطلوب في البصرة و هناك من ألقي عليه القبض في الناصرية وهو مطلوب للأجهزة الأمنية في النجف و هكذا .. و بقدر ما يمكن قراءته من هذه الحالة لمقدار الانهيار و التفكك و الارتباك في صفوف هذه المجاميع ففي نفس الوقت تؤشر إلى عدة أمور منها :

أولا : إن هذا الفرار المتبادل بين عناصر المليشيات و المجاميع الإجرامية يشير إلى أنها أصبحت مكشوفة أمام الأجهزة الأمنية فكان التصرف الوحيد هو تبديل مناطق تواجدها هربا من وقوعها في يد العدالة . و لكن تلاحق و تتابع عمليات إلقاء القبض خارج مناطقها أكد على أن العمل ألاستخباري ينحى منحى إيجابيا في تطوره و لم تعد المعلومة الأمنية إلا جزءا من قاعدة بيانات الجهات المركزية وهذا ما كان يطالب به الكثيرون لحصر بعض نواحي الاختراقات و محاصرة العناصر المندسة في الأجهزة الأمنية و إفقادها للدور الذي تقوم به في تزويد تلك المليشيات بحركة القوات الأمنية و خططها في داخل محافظة ما .

ثانيا : تؤشر حالة الفرار من محافظة إلى أخرى إلى حقيقة أن الوعي الجماهيري و أخْذَ المبادرة من قبل المواطن أصبحت بدرجة مطمئنة فلم تعد الحواضن السابقة لتلك المجاميع الإجرامية آمنة و لا شك أن هروب عناصرها ما كان ليتم لولا عدم وجود غطاء لها و معرفتها بأن المواطنين باتوا أكثر تعاونا مع الجيش و الشرطة من أي وقت مضى .

ثالثا : يبدو أن عملية تغيير أماكن تواجد هذه العناصر كان بنصيحة من قادتها و هذه " النصيحة " هي لأجل أمن هؤلاء القادة بالدرجة الأولى والأخيرة ، و ذلك بالتخلص من أتباعهم و إزاحتهم بعيدا خشية إلقاء القبض عليهم و من ثم الاعتراف على من يقودهم ليتم القبض عليه هو الآخر . حدث مؤخرا أن تم إلقاء القبض على ثلاثة عناصر في محافظة الكوت و اعترفوا على أن قائد المجموعة هو من سكنة مدينة أخرى و قد تمكن بعد أن تناهت إليه أخبار القبض على العناصر التي يقودها من الهرب ، دون شك فإن أمر إلقاء القبض عليه سيكون مضمونا أكثر لو كان هؤلاء في نفس المدينة التي يقطن فيها فسرعة تنفيذ المهمة ستكون بوقت قصير على خلاف ما إذا كانت العملية تستغرق مدة إيصال المعلومات بين مدينتين و هي على كل حال أبطأ من الخبر الذي يصل العنصر القيادي المطلوب من أن رجاله تم إلقاء القبض عليهم وعادة ما يتسرب هذا الخبر ممن كانوا يستضيفون تلك العناصر الفارة .

رابعا : إن بعض هذه العناصر كانت رغم فرارها بصدد تنفيذ عمليات تفجير و تخريب ما يضيف تأكيدا جديدا لحقيقة نوايا هؤلاء و أغراضهم فليس المقصود قطعا ما تدعيه من مقاومة و لا شيء من هذه الادعاءات ، إن الهدف الوحيد هو تعكير صفو الأمن و الطمأنينة للمواطنين و ضرب ما وسعتهم الحيلة و القدرة الأجهزة الأمنية العراقية فعدد من المحافظات التي لجأ إليها هؤلاء لا تواجد فيها للقوات المتعددة الجنسيات كمحافظتي النجف و كربلاء و حتى محافظة الناصرية ، و قد اعترف بعض من ألقي القبض عليهم إنهم كانوا يخططون لعمليات ضرب القوات الأمنية بالعبوات الناسفة و الأسلحة الخفيفة .

إن أشد ما يغيظ هؤلاء الشواذ و المجرمين هو استتباب الأمن و لهذا فأينما سمعوا بأن الوضع في محافظة ما يتمتع بالهدوء شدوا ركاب همجيتهم و اعدوا عدة الحقد و الضغينة بغية زعزعة الوضع و إراقة المزيد من الدماء العراقية الطاهرة ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك