المقالات

مقتدى الصدر وحارث الضاري وقصة الشراكة والتحالف


( بقلم : جميل الحسن )

بعد سقوط النظام الصدامي البائد تشكلت علاقة متينة وقوية بين مقتدى الصدر وحارث الضاري ,حيث جمعت بينهما مشاريع مشتركة في السيطرة على الجانبين الشيعي والسني تدفعهما الاحلام الكبيرة والمريضة في استثمار حالة الفراغ الامني والسياسي في البلاد ومحاولة تشكيل العصابات والميليشيات المسلحة للسيطرة على الشارع العراقي بقوة .

وضاعف من هذه العلاقة وعمل على تعزيزها قيام تنسيق مشترك بينهما بشان العديد من القضايا السياسية الهامة واصبح مقر هيئة حارث الضاري في جامع (اام المعارك) في الغزالية محجا لكل من حازم الاعرجي وعبد الهادي الدراجي وغيرهما من قيادات التيار ولقاءاتهما المتكررة مع حارث الضاري وولده الارهابي ( مثنى )وعضده (بشار الفيضي) والذي تجسد ايضا من خلال البيانات المشتركة التي داب وحرص كلا الطرفين على اصدارها وبيانات التحريض المشتركة على محاربة الدولة وعناصر اجهزتها الامنية ,حيث اصدر كل من مقتدى وحارث الضاري بيانات دعت الى عدم تطوع ابناء الشعب العراقي في صفوف الاجهزة الامنية وتحريم مساعدة الدولة باية صورة كانت واعتبار اي شخص بخلاف ذلك شخصا عميلا ومرتدا .

عملية التنسيق في المواقف ترجمها الطرفان بشكل عملي خلال احداث معارك الفلوجة والثورة في عام 2004 ,حيث قاتلت عناصر جيش المهدي الى جانب عناصر الضاري وباقي العصابات الارهابية التكفيرية المسلحة ,فيما قاتلت هذه العناصر الى جانب جيش المهدي في معارك النجف والثورة ضمن خطة منسقة ومكشوفة لاشعال فتيل الموقف وتازيم الوضع في داخل العراق .وعملية الدعم تلك لم تتوقف عن حدود الاموال والاسلحة التي كان الضاري يغدقها بسخاء على مقتدى الذي كان يخدم مخططات الضاري في اشعال فتيل الحروب في داخل العراق والذي لم يكن في الواقع سوى تنفيذا لاجندة خارجية مشبوهة كانت تحرص على تازيم وافشال الوضع السياسي في داخل العراق والذي كان الضاري احد اذرعها في العراق فيما دخل مقتدى الصدر فيها بتحالفه المباشر والعلني والمكشوف مع الضاري تحت مزاعم محاربة الاحتلال .

الضاري عمل ايضا وفي سياق دعم مقتدى وجهوده في تدمير العراق الى اقناع الدول المتعاطفة مع مشروعهما التخريبي والتدميري الى فتح مطاراتها وبواباتها الحدودية لاستقبال وفود مقتدى الصدر العروبية وتقديم الدعم والعون المادي والاعلامي وتلميع صورة مقتدى في وسائل الاعلام ومنحه الالقاب المجانية التافهة والرخيصة ,وهذه العلاقة ظلت مستمرة متوهجة طيلة العامين 2004 و2005 قبل ان تحدث القطيعة بينهما على اثر التنافس الحاد ورغبة كل منهما في الحصول على نفوذ خارجي اكبر وعلى حساب الاخر لتنتهي بذلك قصة تلك العلاقة والمصالح التي جمعتهما ليس لخير العراق وشعبه ,بل من اجل تخريبه وتدميره

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك