المقالات

شعراء مقتدى وشعراء صدام


( بقلم : جميل الحسن )

بعد سقوط النظام الصدامي البائد في التاسع من نيسان من العام 2003 وتشكيل ميليشيات جيش المهدي حتى بدات عملية تمجيد مقتدى الصدر والتغني به بطريقة اعلامية مبالغ فيها وتعكس دوافع الجهات التي تتبنى هذا السلوك الاعلامي الخطير في مرحلة مابعد سقوط النظام الصدامي البائد والتي كانت تهدف بالاساس الى غسل الادمغة والعقول واقناعها بقائد ضرورة جديد هو مقتدى وذلك من خلال تبني نفس السياقات والقواعد الاعلامية التي كانت متبعة وموجودة في زمن النظام البائد عبر توظيف العشرات من الشعراء المرتزقة الذين كانوا يطبلون للطاغية المقبور صدام ,حيث الاغاني التي كانت تمجد الطاغية المقبور وافعاله وتبرر جرائمه وترسمه في اعين الناس انسانا بريئا من خلال الالقاب المجانية التي منحها له هؤلاء الشعراء وبسخاء وعلى حساب الضحايا الابرياء من ابناء الشعب العراقي .وللاسف فان مقتدى قد عاوده الحنين الى اللعبة القديمة وطموحه الذي كان يحرص على اقتناص اللحظة المناسبة للانطلاق به ,حتى جاءت الفرصة المناسبة له بعد سقوط النظام والتي جسدها بالافعال لا بالاقوال وذلك بالايعاز الى اتباعه باغتيال السيد مجيد الخوئي وتقطيع جسده بالسكاكين وتمزيقه وسحل جثته في الشارع ورفض تقديم العون له بعد ان حاول السيد مجيد الخوئي الاستغاثة به .

الجهاز الاعلامي الذي شكله مقتدى عقب تاسيس جيش المهدي تولى ايضا عملية تقديم مقتدى على انه الزعيم المنقذ والمخلص للعراق وشعبه وعلى طريقة صدام من خلال البث الاعلامي المستمر واغراق الشارع بعشرات الالاف من الاقراص الليزرية التي تتغنى بمقتدى الصدر وافعاله المجنونة وتدعوا الشعب العراقي الى تاييده ومبايعته وتغري الشبان المراهقين العاطلين عن العمل بالالتحاق بصفوف جيش المهدي ومبايعة مقتدى قائدا لهم والموت من اجله ,انما هو جزء من ماكينة اعلامية ضخمة تولت تنفيذ هذا المشروع الضخم وعلى مراحل ,حيث جرى توظيف العشرات من الشعراء الشعبيين الذين اعتادوا القيام بذلك في زمن الطاغية المقبور صدام وايام الحرب مع ايران ,اذ خلع هؤلاء الشعراء على مقتدى الالقاب المجانية وبطريقة مبتذلة ذكرتنا بعهد الطاغية المقبور وايام حروبه العبثية الخاسرة من خلال استخدام نفس الادوات ,اذ تولى هذا الجهاز الاعلامي من الشعراء المرتزقة والعازفين في الملاهي سابقا تلحين هذه الاناشيد وتسجيلها على شكل اقراص تتغنى بمقتدى ونهجه الجنوني التخريبي وتمنحه النصر الوهمي على اعدائه وتحاول تجميل وتزويق الدمار والخراب الكبير الذي الحقه بالبلاد واهلها عبرحروبه العبثية التي اضرم نارها برعونة واودى بحياة الاف من الشبان والمواطنين العراقيين من دون جدوى اوداع لذلك ,

ومن المثير للسخرية ان مقتدى ما زال مصرا ومقتنعا على ان حروبه تلك انما كانت من اجل تحرير البلاد من المحتل على حد زعمه ,في وقت لم تكن هناك حاجة لاية حروب على الساحة العراقية في ظل وجود حكومة ديمقراطية شرعية ومنتخبة ومخولة بحسب الدستور العراقي الدائم بالتعامل مع هذا الملف ومعالجته بالصورة المناسبة وتعمل على الحفاظ على الكرامة والسيادة الوطنية وعدم المساس بها فمقتدى وحده من انفرد بهذا المشروع التخريبي المدمر والذي لم يكن منه اي طائل سوى اضعاف الدولة وتاخير عملية بناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية واطالة عمر الاحتلال في العراق بدلا من الاسراع بانهائه .فمقتدى الصدر وحسب الاوصاف المجانية لهؤلاء الشعراء صقر العراق وبطل التحرير والقائد الظافر والملهم وامل الامة والفارس البطل وغيرها وهي في الوقت نفسه لاتعكس سوى تفاهات وخزعبلات تحاول ان تجد لها مكانا في عراق اليوم الذي انفضحت فيه سياسيات مقتدى وشعاراته وعدم جدواها وملائمتها للعراق وشعبه بالرغم من تحشيد الاف من الشعراء البعثيين لها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك