المقالات

التزام الرفض والانسحاب!


( بقلم : علاء الموسوي )

جرت العادة منذ قرون عديدة في عالمنا العربي بالتحديد على الالقاء بعبء مسؤولية ما نواجهه من مشاكل سياسية او طائفية على عاتق الاخر، فتارة نتهم الغرب الاستعماري وتارة اخرى نتهم الصهيونية العالمية، واخرى نتهم التدخلات الاقليمية والدولية الى غيرها من المسميات التي تخضع لقانون نظرية المؤامرة وما تبعها من ارهاصات كانت وما زالت تمثل هرم الخلاف في الاوساط السياسية لدينا.

فقد صار الاسهل علينا ان نتهم الاخر ولا نحاسب انفسنا على ما تجنيه ايادينا من عدم التواصل مع بعضنا والبعض، وعجزنا عن تقبل الاختلاف العقائدي او المذهبي فيما بيننا ،بل عجزنا عن الاعتراف حتى بأبسط مظاهر الطبيعة البشرية، وهي الاختلاف في كل شيء بدءا من اللغة او اللون وانتهاءً بالمذاهب والعقائد والتيارات والاتجاهات الفكرية المتنوعة. بل بدا لنا ان نجعل هذا الاختلاف الذي اريد به اثراء البشرية بالتنوع فيما بينها، يتحول من خلال عقولنا القاصرة الى سيف نمزق به اوصالنا ونقتل به احباءنا واخواننا في الدين والوطن. على الرغم من الواقع المأساوي الذي يعيشه المواطن من سوء الخدمات وفقدان الامن والامان ، فضلا عن تصبره للاهوال التي يعيشها ويلمسها في واقعه اليومي ، املا منه بأنتظار الفرج المنبعث من اروقة مجلس النواب. يفاجأ المواطن ، لاسيما المتتبع للواقع السياسي في العراق، بالدعوات الرافضة والشاذة عن الفحوى القانوني لاي قرار سياسي او اجراء امني، سواء كان برلمانيا او حكوميا يمكنه أن يعالج او يسهم في تتطور البلد اقتصاديا او امنيا، والخروج به من واقعه المتشضي عن الثوابت والدوافع الوطنية الخالصة.بل الغريب ان يصبح الرفض لهذه الجهات والتيارات السياسية السمة البارزة والطاغية على مشاركتها في العملية السياسية، لينسحب الامر الى المعارضة من اجل المعارضة لا غير، دون ان يكون هناك أي مبرر منطقي او قانوني يدعم التوجه المعارض لهذه الجهات. صحيح ان بعض المواقف الفردية من قبل الحكومة لابد من التصدي لها واخذ مواقف جادة للحيلولة دون تطبيقها على ارض الواقع، شريطة ان لاينسحب هذا المفهوم في الوقت ذاته الى سحب بساط الشرعية التامة من الحكومة واتهامها بالتخرص والتجاوز على الثوابت الوطنية التي من اجلها شكلت حكومة الوحدة الوطنية.

لماذا الاستمرار في تعليق المشاركة الحقيقية في الحكومة لبعض الكتل المشكلة للعمل السياسي في العراق، فضلا عن الرفض المستمر لبنود التطبيق لمواد وفقرات الدستور الذي صوت عليه الشعب باختياره واستقلاله عن أي اجندة دولية او اقليمية. هل هناك فعلا خجلا او شعورا بالندم تجاه المشاركة مع المكون والشريك الفاعل في الحكومة؟. ام ان هناك تناغما سياسيا اقليميا ودوليا يهدف بالاطاحة بكل المنجزات التي حقهها المسار الديمقراطي الاتحادي في العراق؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو هاني الشمري
2008-06-04
اعتقد ان اكبر نعمة قد منّ الله بها على حكومة السيد المالكي هو انسحاب جبهة التوافق والعراقية والصدريين من الوزارة فلو كان هؤلاء لحد الآن موجودين في الحكومة لما حدثت هذه التطورات الايجابية والتي يشاهدها ابناء الشعب العراقي على المستويات الامنية والاقتصاديه بالرغم من وجود تعثرات في بعض المفاصل واذا ما استمر هذا الانسحاب(وانا ادعوا الله تعالى ان يستمر) لشاهدنا تحولا كبيرا في الخدمات التي ستشهدها المدن العراقية كافة وسيستقر العراق امنيا وهذا مابدأت تظهر بوادره في الافق.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك