المقالات

الكهرباء و(كان وأخواتها) والاضطهاد السياسي


( بقلم : علي جاسم )

يبدو أن موضوعة الكهرباء في العراق قد انتقلت من عنوان المشكلة، وصارت أزمة ثم تطورت تدريجيا لتتسع (أزمتها ) ولتصبح أزمة خانقة تتجاوز الإشكالات السياسية والاختلافات الكبرى بين الكتل البرلمانية والقضايا المصيرية كشكل نظام الدولة الفيدرالي وقضية كركوك وقانون النفط والغاز والأمور الدبلوماسية وعلاقاتنا المستقبلية مع دول المنطقة والعالم ،والى أن أمست القضية الكهربائية قضية مزعجة وظلت معقدة ليس لها حل ولا عقد لأنها من صنع المستحيل ومن الكبار المستعصيات التي لا يمكن ان يكون لها انفراج إلا بمعجزة ربانية تجعل أبناء هذه الوزارة يعلنون توبتهم لشدة ما أفرطوا بتعذيب الشعب واستغلوا صبره وتضحياته ونهبوا ثرواته.الوزارة وإنتاجها الوطني قد باتت من الأمور المنسية التي لا يعتمد عليها المواطن في حياته لأنها أصلا لم تستطع ان تكون سوى ضيفا خفيف الظل سرعان ما يتحسس ثقل بقائه على العائلة العراقية في خضم الأعباء الاقتصادية ومتاعب الحياة اليومية ولذا فأنها سرعان ما تغادر دون رجعة لدرجة ان المواطن إذا ما فكر يوما ان يكتب مذكرات حياته وسيرته فبالتأكيد سيخصص فصلا مهما لإنجازات وزارة الكهرباء وأعذارها وأمبيراتها السمعية والبصرية وأبراجها التي ما برحت ان تصبح أطلالا تبكيها العيون العراقية في مواسم الصيف والشتاء على حد سواء .

المواطن لم يتمكن يوما ان يمنع نفسه من التفكير الجدي والمسؤول بمعوقات عمل الوزارة التي تمنعه من أداء عملها على أكمل وجه وفكر أكثر من تفكير المسؤولين أنفسهم الذين مازال جل تفكيرهم هو كيفية استغلال الأوقات الحارة والساخنة لإشباع جيوبهم على الرغم من الأموال الضخمة والهائلة المخصصة لها دونما أي فائدة كهربائية أو تغيير في مبادئ الفولتية الوطنية التي يعتقدونها ويؤمنون بها لا في الليل ولا في النهار ، ولم يتمكن المواطن من اعتناق دين الوزارة المتمثل بالانقطاع المستمرة أو فهم معجزاتها ومبرراتها غير المقبولة كونه لا أكراه في الدين ، لذا لم يجد منفذا سوى اعتناق الدين البديل ورسالة المولدات التجارية التي أغنت من جوع وأشبعت من حاجة ، والى ان يأتي اليوم الذي لا نستخدم فيه هذه الافعال الناقصة (كان وأخواتها) التي طغت على كلامنا هذا ،ولا نستهلك تمنيات جماهيرية في رؤية كهرباء حقيقية في بلادنا فأن الوزارة ستبقى مغيبة عنا وقد تنتفع هي نفسها اذا ما تم شمولها بعنوان ومخصصات المضطهدين السياسين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اباالخيل
2008-06-03
الله ينتقم من كل من يسرق ويؤذي كل عراقي لعبه الكهرباء الميتاكافيليه انكشفت العبوغيرهايامن تسبب في موت الاطفال والشيوخ بسبب انقطاع الكهرباء
ابو احمد
2008-06-02
ولا تنسى اخي الكاتب ان الحكومه ساهمت في تخفيف الازمه على المواطن بزيادة الرواتب فبدلا من تكديس الاموال في بيته يستطيع الان ان يصرف هذه الزياده بالوقوف بالطوابير الطويله ليحصل على البانزين المتوفر جدا في المحطات ليشغل مولدته وينعم بالكهرباء حاله حال وزير الكهرباء الا ان مولدة السيد الوزير (شويه ازغر من مولدة المواطن! ) مسكين الوزير,ثم لم العجله يقال ان الشركات من كل انحاء العالم تنقب عن النفط في جميع انحاء العراق فاذا ما عثروا عليه تحل كل الازمات وسوف نعيش في بحبوحه واقبض من دبش )
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك