المقالات

الخطاب والمصطلح


( بقلم : علاء الموسوي )

لعل ابرز الاشكاليات لدى الواقع السياسي والاعلامي في الوسط العراقي ، هو تباين الخطاب السياسي والمصطلحات الاعلامية المتقاذفة بين الحين والاخر وسط الاجواء المشحونة والمكهربة في الوسط المحلي على كافة الصعد .والظاهر ان السبب يعود إلى الاختلاف في الرؤية الصحيحة والمناسبة للشأن العراقي الجديد ، لاسيما وان المتغيرات التي شهدها الوضع لم تقتصر على جهة معينة ،وانما شملت كل النواحي اللوجستية لمظاهر المجتمع وسايكلوجية التعامل الثقافي مع المعطيات السياسية على الساحة.

بالامس القريب وفي خضم التناحرالسياسي بين المكونات المشكلة للعملية السياسية لمس المتابع العراقي بالتحديد مواطن التخندق الفئوي والحزبي – ان لم نقل الطائفي- في طرح القضايا المصيرية للواقع العراقي، حيث تزامن مصطلح الارهاب والمقاومة في آن واحد، وكذلك العمالة والوطنية ، والمشاركة والتهميش ، والوحدة الوطنية والطائفية .. إلى غيرها من المصطلحات والشعارات المختلفة حول هويتها وتحديد المكان والزمان المناسب لاستخدامها في الخطاب والطرح.

ولكن في الوقت ذاته ادرك ذلك المواطن المتخم بعقلية التكتلات حقيقية الواقع الصحيح في طرح الرؤية المناسبة في تسمية معطيات الشأن العراقي، إذ من غير المنطق ولا المعقول ان تسفك الدماء وتنتهك الحرمات بأسم المقاومة والجهاد المزيف، وكذلك لايمكن توظيف الواقع الذي يهدف إلى بناء البلد بعيدا عن المهاترات الصبيانية والمغامرات الشيطانية بأسم العمالة والرضوخ ، ناهيك عن تشخيص المظلومية المصطنعة لدى بعض الجهات معروفة الوسط المحلي في فسحة فرض القانون والبدائل المطروحة في المشاركة السياسية.

فعلى الرغم من الحقائق التي يكشف عنها الزمن بمرور الوقت وتظافر الجهود الخيرة من ابناء هذا الشعب ، تعمل جهات مشبوهة بتخندقها السياسي والاعلامي الطائفي لاجهاض الانجازات العظيمة في كل قضية تمر بها البلاد ،لتعمل على استخلاص النتائج المشوهة لتزييف الحقيقة، وهذا ما كان واضحا في المواجهة الاعلامية والسياسية من ناحية الطرح والمصطلح لتنظيم القاعدة الارهاب وفلوله من الصداميين وجماعات ما يسمى (بفصائل الجهاد والمقاومة) على سبيل المثال، لتكتمل الصورة اليوم وتعاد الكرة من جديد في توصيف الطرح المناسب لتسمية اي حراك سياسي او اعلامي يمكن ان يخرج العراق من بوتقة الوصاية والهيمنة السياسية، بتسميات ما انزل ـ الله بها من سلطان ـ لا لشيء سوى التناحر والاختلاف، واثبات عدم القدرة على فك الاختناقات السياسية التي تحصل بين الفينة والاخرى في الشأن العراقي. ولعل ما يثار اليوم من نزاع مفتعل بين المكونات السياسية حول الكثير من القضايا المصيرية على الساحة، هي بسبب تناقض وازدواجية الخطاب والمصطلح لدى تلك المكونات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك