المقالات

مثالها زينب..!


لمى يعرب محمد ||

 

لم يفرق الدين الإسلامي، في الصفة الإنسانية والمكانة الاجتماعية، بين الرجل والمرأة، بل أكدت النصوص القرآنية، على تفاصيل كثيرة بالمساواة بين الطرفين، في الأحكام العبادية والأمر والنهي الإلهي، ولا يوجد تفضيل إلا في التقوى، كما ذكر هذا في أكثر الخطابات القرآنية ومنها، "إن أكرمكم عند الله اتقاكم"،"أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أوأنثى بعضكم من بعض"، إذن قراءة الإسلام لوضع المرأة قراءة واضحة منصفة لقيمتها الإنسانية، بعكس ما يدور من تزييف هدفه تشويه صورة الإسلام، بوصف إن الدين هو قضبان السجن أو السجن نفسه للمرأة، والذي تنافي نظرية العدل الإلهي للإنسان ومنظومة المعرفة الدينية.

خارطة هذا المقال يتضمن، الجدلية المستمرة في مكانة المرأة الحقيقية داخل الإطار الإسلامي، نناقشها نقاشا اجتماعيا، مستمدين مفهومنا من الشواهد القرآنية، وأسماء بعض النساء ومواقفهن، التي شهد لهن الواقع الديني والسياسي والاجتماعي في التاريخ، وما هي النتائج التي ينبغي أن تفهم بوضوح، ضمن الضوابط التي نحن نعتقد بها.

شاركت المرأة بجميع تفاصيل الحياة البشرية وعلى مدار تطورها، دخلت تعمل وتؤدي دورها بكافة اختلافات المجتمع، إن كانت زراعية أو صناعية أو علمية، وكان لها دور فعال بنظم هذه المجتمعات، وبالتالي فالمرأة حالها حال الرجل بتحمل الرسالات والمسؤوليات، برغم الاختلاف التكويني لها، وأيضا لديها الصلاحية العلمية والرشدية لذلك، التعبير عن هذا الموضوع والتلاعب الفكري وخصوصا عندما يكون المتحدث عن موضوع المرأة لا دينيا ولا عقلانيا ولا موضوعيا، خلقه الله ادميا فقط، ففطن على نفسه، فوجد لديه لسانا ينطق به ما يريد، فلا يقيم للخصوصيات والمستويات الفكرية والعقلية وزنا، و إلا دليلنا التحقيق القرآني والتاريخي مثلا للسيدة العذراء(ع)، وما وصل إلينا من تراث فكري ثري بالقيم والمعاني، فقد أعطى الله لمريم ما لم يعط لغيرها، رغم صعوبة الامتحان الذي مرت به، وأصعب المواقف التي واجهتها تلك السيدة الجليلة كامرأة وهي الطعن في العرض وحساسية الموقف آنذاك، "يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا"، لم تكن مريم شخصا عاديا يمتلك من القوة العقلية والإيمانية، ما يستهان بها و التي أوصلتها لمنزلة خاصة أجرى الله لأجلها المعاجز، قوله تعالى"فكلي واشربي وقري عينا".

كما والسيدة زينب(ع)، النموذج للكمال الرسالي الإنساني، عندما نقرأ عن شخصيتها نتيقن بأنها استطاعت، أن تُظهر للتاريخ وللعالم كلّه القدرة الروحيّة والعقلانية للمرأة، فهي العالمة والعارفة والحاضرة والشاهدة ولولاها لما حققت ثورة كربلاء أهدافها ومعطياتها، وهي القائدة لقافلة عائلتها بعد استشهاد الأئمة الأطهار(ع)، والخطيبة التي ارتجلت أمام الجماهير.

هاتان النجمتان الطاهرتان، حملن مشعل الكرامة والإباء، وقدمن ما لم يستطع الكثير من الرجال تقديمه، مثلن حالة الاتزان العقلي والقلبي لعاطفة المرأة، ورسمن بسلوكهن كيفية التحمل والصمود، دروس القوة التي أثبتن بها، إن مفهوم العظمة وحمل الرسالة السامية لا يقتصر على الرجال دون النساء، فكانتا سلام الله عليهن، شخصيتان بارزتان بمسرح الحياة، وأكدن للمرأة دور رئيسي وأساسي في عملية بناء المجتمع، نماذج متعددة من النساء ذكرهن التاريخ صنعن المستحيل، فكن بحق مثلا يحتذى به.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك