المقالات

ميلان كونديرا / ساحة الدين والثقافة للمجتمع الغربي...

1216 2023-02-04

كندي الزهيري ||

 

·        ميلان كونديرا، هو كاتب وناقد تشيكي، ولد في الأول من أبريل عام ۱۹٢٩. وله آراء نقديـة حـول تـاريخ تطـور الرواية في الغرب.

 

ونظرا إلى أزمة الإنسان الأوروبي والحديث عن ان الفلسفة والعلوم  الغربية تناست وجود الانسان، فإنه يقول:  إن وحدة أوروبا كانت مبنية على الديانة المشتركة(المسيحية ) في  العصور الوسطى. وفي العصر الحديث،  انسحب الدين من الساحة  واعطى مكانه للثقافة التي اعتبرها الغرب  بأنها تنطوي على القيم  النبيلة للانسان الأوروبي. ويبدو الآن أن تغيرا آخر سيطرا في قرننا  وبنفس الدرجة  من الأهمية التي اكتسبها التغير،   وعزل القرون الوسطى عن العصر الحديث،  بالضبط  مثل تلك الحقبة التي اعطى الله مكـانـه للثقافة. والآن فإن الثقافة تنسحب "الساحة ".

إن أعمال كونديرا، تتميز بنظرة فلسفية إلى العالم، وتتمتع بمكانة خاصة ، وحتى أن البعض يرى أن هذه الميزة تشكل نقطة ضعف أعماله.

وعلى أي حال فإن كونديرا ينظر إلى ما حواليه بنظرة فاحصة، ومتسائلة. انه كاتـب ينظر إلى وجهي عملة الحداثة. وتوجه اليوم أصابع الاتهام إلى كونديرا بتهمة التعاون والتجسس لحساب جهاز استخبارات بلاده، لكنه اشتهر في الغرب بسبب وفرة اعماله الأدبية. ويسلط ميلان كونديرا الضوء على الأزمة في التاريخ الغربي،  لكن مجمل أسئلته واتساع نطـاق رؤيته تتوقف عند مستوى وحد ما ولا تشمل التذكير بمبادئ وأسس تاريخ النهلستية والعدمية،  ولهذا السبب لا تتوفر لكونديرا وأمثاله  امكانية تجاوز الغرب المتأزم،  ان قلق على إتحاد أوروبا الغربية . ما هي مجموعة القيم النبيلة القادرة على توحيد أوروبا؟، التقدم التقني ،  السوق أم وسائل الإعلام؟  وهل ان صحفيا كبيرا سيحل محل  شاعر كبير أم السياسة؟ ، لكن أي سياسية ؟ يميني أم يساري ؟  وهل مايزال يوجد تطلع مشترك،  ماوراء ثنائي  اليسار واليمين، يتسم في الوقت ذاته بالحماقة ولا يمكن معالجته؟ وهل عامل الوحدة هنا هو مبدأ التسامح، مبدأ إحترام معتقدات الناس؟ لكن أن لم  يكن بوسع هو

التسامح دعم الخلق الثري أو مجموعة معتقدات قوية، البيس سيكون تافها وعبثيا؟ وهل يجب اعتبار نفي الثقافة ضربا من التحرير ونستسلم  بانجذاب؟ وهل يجب على الاله( الغائب) أن يملي  الفضاء الخاوي ويظهر نفسه؟ لا ادري؟ لا اعرف شيئا في هذا الخصوص، اظن اني اعرف فحسب بأن الثقافة قد انسحبت من الساحة.... إن كونديرا يتحدث كانسان حائر ومضطرب استيقظ من نوم ، اتت

عليه ضجة وهزة زلزال عنيف. أن كلامه هو إنعكاس لنظرة النهالستة والعدمية الجارية في الميدان الثقافي الغربي،  ويختلف اختلافا جادا مع رجال مثل ادموند هوسرول' بوصفه فيلسوفا وجوديا ومنظرا المانيا'. ويرى هوسرل

القادرة على توحيد ؛ أن أزمة الإنسان الأوروبي هي عميقـة لدرجـة انـه يبدو مستحيل  أن ينجو الإنسان منها.  ویری کونديرا أن الأزمـة ناتجة عن ماهية النظرة الأحاد الأوروبية في العصر الحديث،  ويؤكد أنه كلما مضى الإنسان قدما في علمه ، كلما أبتعد عن كلية العالم وعن ذاته. المفهوم الذي أطلق عليه لاحقا مفكر

الماني آخر إسم «نسيان الوجود».

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك