المقالات

بناء أم تخريب ؟!


( بقلم : علي جاسم )

يبدو ان هناك العديد من الامور التي قد تغيرت بفضل التغير السياسي والديمقراطي والواقع الجديد الذي يعيشه البلد وهذا بالطبع ما كان متوقعاً في ظل مستقبل جديد يتمناه العراقيون جميعاً ويتطلعون اليه ويرسمون خطواته بالعمل والإخلاص بعد ان عبدّوه بالصبر والتضحية، فجاءت النتائج ـ في مجملها ـ مطابقة لما يرغبون به حتى أصبح (التغيير) أهم سمة يتصف بها هذا الواقع الجديد.

لكن ان تكون هناك تغييرات يومية لأمور بسيطة كبناء الجزرات وترميمها ثم قلعها وإزالتها من جديد، او زرع الحدائق العامة ثم تغيير شكلها ووضع أرصفة جديدة ليعاد صبغها وطلاؤها، وهكذا دواليك ومرات عديدة فأن ذلك يستدعي الوقوف والتأمل اكثر من مجرد طرح اسئلة وتوجيهها الى السادة المسؤولين كون الموضوع له أكثر من جانب ويمكن رؤيته من اكثر من زاوية واحدة، اما اذا بحثنا في اسباب هذه الظواهر ونتائجها فالأمر سيكون اكبر من كل ذلك بالتأكيد.

الاسئلة ـ رغم بساطتها وأهميتها في آن واحد ـ التي يطرحها المواطن تجاه ذلك متعددة وهي ومثلما قد طرقت رأس وتفكير المواطن البسيط غير المختص فلابد لها ان مرت برؤوس المختصين والمسؤولين والا فما الفائدة من الإعادة والتكرار بتنفيذ عمل ما او محاولة انجاز مشروع ما وفي كل مرة تتم العودة الى النقطة الاولى التي انطلق منها ذلك المشروع وكأنه دولاب الهواء الذي يلعب به الاطفال وهم يصعدون وينزلون لكنهم يعودون دائماً الى محطتهم الاولى التي صعدوا منها.

ان عملية البناء ثم الهدم ثم البناء تستهلك من أموالنا وجهدنا واحلامنا الشيء الكثير، والشيء المؤكد اكثر اننا سنبقى في المربع نفسه دون أي انجاز او تقدم، غير ان الامر الاكثر توكيداً ان ذلك يعني ان بؤر الفساد الاداري والمالي هي من تقف خلف هذا الموضوع وان ايادي متغلغلة في المسألة وممتدة بشكل يوفر جميع الاجابات لجميع الاسئلة ويسد الطريق بوجه المعترضين كالقول ان بناء الرصيف مثلاً ينفذ من قبل متعهد وعملية صبغه وطلائه لمتعهد اخر استطاع الحصول بطريقته الخاصة على الأموال المخصصة لتنفيذ عمله فقام بذلك قبل ان يحصل المتعهد الأول على الاموال أي قبل البناء والترميم وهي العملية التي ستأتي بعد الصبغ والطلاء وهذا يعني انهم سيضطرون الى تخريب وإتلاف الطلاء ثم إعادته من جديد.نأمل بعد خمس سنوات اخرى ان تتوقف عملية الدوران هذه ويتم انجاز مشاريع حقيقية نراها يومياً دون ازالة او تغيير !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك