المقالات

أقوال المعصومين"عليهم السلام" حاجزٌ عن الشبهات..


كوثر العزاوي ||

 

ينبغي لحملة لواء الإرشاد والمعلمين والمتصدّين وأصحاب المحتويات والقنوات والمؤسسات والمراكز التعليمية والتثقيفية "الإستئناس" بكلمات المعصومين"عليهم السلام"  وأقوالهم الراصدة لمختلف حقول الحكمة والتوجيه،فإن الأنس والنظر بالنصوص يشكّل حاجزًا ببركتهم  من الإرتجال ومانعًا من الاجتهادات الشخصية، فضلًا عن كونها رادعًا عن تبنّي المشارب الباطلة، أو التقوّل في الدين بما لا يَقُم عليه برهان، أضف إلى أنّ إخضاع حركة كلّ منّا في الحياة وفق تعاليم القرآن والعترة الطاهرة لَمبرئٌ للذمة فيما إذا جعلنا من أقوالهم وحِكَمهم وتوجيهاتهم ميزانًا للتمييز بين الحق والباطل والصح والخطأ والإشتباه والوضوح، وبالتالي اجتناب التعنّت والتعصّب والظلم وسوء الظن وعدم الإنصاف ونبذ الإغترار، كما أنّ تتبّع أحاديثهم واستقصاء تعاليمهم ودراستها، هي بمثابة المسلك الذي يفتح أبواب الوعي والحـكمة والبصيرة فتجري من القلب على اللسان والقلم دون إشكال وتخوف، لإنها تُلهمُ صاحبها حسًّا خاصًا في تمييز مالم يَصدر عنهم"سلام الله عليهم"ومثل هذه الهِبات تأتي مع الإخلاص والتقوى اذا شاء المرء الوصول إلى ضفة الأمان والنجاة من الوقوع في الشبهات، إذ أنّ نعمة الولاية لآل محمد "عليهم السلام" هي من موجبات الشكر، لذا يتوجب على الذين شُـرِّفوا بهذا الشرف أن يُبالغوا في شكر هذه النعمة، لأنهم خُصِّصوا بأشرف الأديان وأعلى المذاهب كرمًا وفضلًا، وهذه النعمة خالدة لاتعادلها نعمة في عالم الوجود، لخلودها مقابل فناء النّعم الأخرى، ولعلّ أفضل أنواع الشكر التي تُعَدّ مرتبة من مراتب القرب هو "الإتّباع" على نحو العمل والذوبان لا الأقوال والشعارات، وأبرز مصداق لذلك هو قوله تعالى:

{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ  وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} آل عمران٣١

والمصداق الآخر على الشكر هو

العمل كما جاء في قوله تعالى:

{..اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} سبأ ١٣

وقد وردت مصاديق على لسان العترة الطاهرة "صلوات الله عليهم" في بيان معنى الشكر على نحو العمل بما يسمى بالشكر العملي أو الفعلي، كما أوضح ذلك الإمام عَليّ "عليه السلام" بقوله:

{شُكْرُ المُؤْمِنِ يَظْهَرُ فِي عَمَلِهِ، وَشُكْرُ المُنافِقِ لا يَتَجاوَزُ لِسانَهُ}،

وعن الإمام الباقر "عليه السلام" في كلام طويل وهذا جزء منه:

{...مَنْ كَانَ لِلهِ مُطِيعًا، فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ، وَمَنْ كَانَ لِلهِ عَاصِيًا، فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ، وَمَا تُنَالُ وَلَايَتُنَا إِلَّا بِالْعَمَلِ وَالْوَرَعِ}.

ومن هذا المنطلق نفهم أن نعمة الولاية وشكرها، هو الإلتزام الواعي الرساليُّ الصادق العمليّ بنهجهم، والاستشهاد والأخذ بأقوالهم واستقاء الحكمة منها وأخذ التعاليم التي حدَّدَت معالِمَها سيرتهم والتي تمثل في الحقيقة التطبيق العملي الحيّ لتعاليم الإسلام وتشريعاته بميزان الحق والتقوى، وإن كل حديث عن أئمة أهل البيت "عليهم السلام" لابد أن يترجم في ساحة الحياة ويشخّص ماوراءه من تبيين حركتهم وأخلاقهم في المجتمع كي يقتدي الناس وأتباعهم بها عبر الزمن وفي كل العصور والأمكنة، فلنتأمّل أين نحن منهم وماذا فاعلون!!

 

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك