المقالات

مَعْنَى اَلْحَضَارَةِ وَمَكَانَتِهَا...

1000 2023-01-01

كندي الزهيري ||

 

على الرغم من أن تعاريف كثيرة قدمت عن «الحضارة» أو «المدنية» واثيرت  تعليقات حولها بمقتضى نوع الرؤية إلى المسائل الثقافية، لكن يجب التأكيد على أن «الحضـارة» تمثـل الـوجـه الصـوري والمادي للحياة الانسان على الأرض. وهي مصداق خارجي وموضـوعي للثقافـة،  وكـل قنـاعـات ومعتقدات شعب ما في إطار علاقاته المادية.

وبرغم أن بناء المدن والسكن واللباس والتعامل والتبادل التجاري وباقي العلاقات الإنسانية، لها وجه أخلاقي وثقافي، لكن وجهها الخارجي يستحدث «حضارة» شعب ما. الحضارة التي تحتضن بداخلها كل خصائص وميزات النظام الأخلاقي والثقافي لذلك الشعب، من الناحية القيمية، وفي ظل مكانة الصورة المادية  للحياة فإن «الحضارة » يمكن دراستها في ذيل «الثقافة» وتقع بعد الفكر والثقافة، بحيث أن جسم الانسان،  متأثر بمتنياته ورغباته النفسانية،  و اعماله وسلوكياته ، تظهر جانبا من تلك التمنيات . إن الطوب والقرميد والحنين هي مواد فحسب يصنع منها هيكل معين على يد بناء  بارع. لكن المعمار هو الذي رسم في صفحة ذهنه شكل وتصميم اليد، بناء على انطباعه عن الكون والثقافة التي يعيشها. ولا يفرق أن كان المعمار أو مصصم المدن أو مصمم الازياء ، فهم يعرضون ما يكنونه بباطنهم أثناء إبراز قدراتهم وإبداعاتهم،  لذلك فانه عندما تصبح ثقافة ما شاملة وعارمة وتسود أخلاق خاصة قومة ما ، فإن جميع مكونات الحضارة تنطق سوية. فالمعمار يكرر ما تنطق به المدن وكلاهما یسایران نوع اللباس والخ. لنلقي نظرة على الحضارة المعاصرة، إلا نسمع صوتا موحدا ونغمة متجانسة تنبعث من المدن الحديثة والشقق الفخمة والملابس الفاخرة والسيارات الفارهة وباقي الأدوات والأشياء التي يستخدمها الإنسان؟! وإلا تشبه المباني القديمة المتبقية من العصور السالفة أو التقليدية المنتمية إلى الحضارة الغابرة، آلة موسيقية تعزف نغمة مختلفة ، وتحـدث تعارضـا فـي الوضع القائم؟! ويدرك الجميع هذا التعارض ، وهذا التعارض وقبل أن يكون متعلقا بشكل البناء، يعود إلى الوجه الثقافي، وهذا التعارض الثقافي الجوهري هو الذي يسبب أزمة على صعيد التاريخ . نفسه و في مطلق الأحوال يجب القول بان الحضارة هي الوجه المادي لحياة الإنسان ، والثقافة الروح التي

تنفخ في جسد الحضارة لتبعث فيه الحركة.

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك