المقالات

القمة العربية - الصينية وانعكاساتها الايجابية على العراق

1334 2022-12-10

عادل الجبوري ||

 

   توجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى العاصمة السعودية الرياض، للمشاركة في أعمال القمة العربية-الصينية التي من المقرر أن تعقد هناك خلال هذه الأيام، في اطار المساعي العربية لتعزيز آفاق التعاون والعلاقات الاقتصادية مع الصين، فضلًا عن رغبة الأخيرة بتقوية حضورها في عموم الساحة العربية.

  ومن المقرر أن تشهد الرياض ثلاث قمم، الأولى ثنائية تجمع كلًّا من الرئيس الصيني شي جين بينغ و"الملك" السعودي سلمان بن عبد العزيز وبحضور ولي العهد محمد بن سلمان، والثانية هي القمة الخليجية-الصينية التي ستجمع جين بينغ مع قادة الدول الخليجية الست، أما الثالثة فهي التي ستكون الأوسع والأشمل، متمثلة بالقمة العربية-الخليجية، التي سيشارك فيها مختلف زعماء البلدان العربية أو من يمثلهم.

   وبحسب مصادر رسمية، فإن السوداني الذي ذهب الى الرياض على رأس وفد رفيع المستوى ضم عددًا من الوزراء وكبار المستشارين والخبراء في مجالات مختلفة، من المفترض أن يعقد الى جانب مشاركته في القمة، العديد من اللقاءات مع الملوك والأمراء والرؤساء العرب، وسيبحث معهم سبل تعزيز وتطوير العلاقات بين العراق واشقائه في المجالات والجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية، بما يسهم في ترسيخ المصالح المتبادلة والقواسم المشتركة، وحلحلة الاشكاليات والعقد القائمة، وبما ينسجم مع طبيعة المنهاج الوزاري للحكومة العراقية الجديدة برئاسة السوداني، التي شرعت بمهامها في السابع والعشرين من شهر تشرين الاول-اكتوبر الماضي.

   الى جانب ذلك، فإنه من المتوقع أن يعقد السوداني وأعضاء الوفد المرافق له سلسلة لقاءات ومباحثات مع الرئيس الصيني وكبار المسؤولين في الحكومة الصينية لمناقشة جملة ملفات، من بينها تفعيل الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والصين، التي أبرمت قبل ثلاثة أعوام في عهد رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي، وكيفية مساهمة بكين في دفع عجلة الاستثمار في العراق بمختلف القطاعات، وآليات وسبل انضمام الأخير لمشروع الحزام والطريق الاستراتيجي الذي طرحته الصين منذ حوالي تسعة أعوام، وشرعت بخطواته العملية خلال الاعوام القلائل الماضية. 

   وتعد الصين شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا للعراق، حيث إنها من أبرز المستوردين للنفط العراقي، في ذات الوقت الذي تشكل السلع والبضائع الصينية على اختلاف أنواعها نسبة كبيرة من عموم حركة الأسواق والنشاط التجاري في العراق، فضلًا عن أن العديد من الشركات الصينية المتخصصة في النفط والطاقة لديها مشاريع استثمارية ضخمة. وتعوّل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة السوداني على تنمية العلاقات مع الصين وازالة كل العوائق التي تحول دون ذلك، من أجل تحقيق نهضة سريعة في مجال البناء والاعمار والخدمات وتوفير فرص العمل، لا سيما مع اعادة الروح للاتفاقية الاستراتيجية المبرمة بين الطرفين. ومن خلال ذلك، ستنجح بغداد بقدر معين في الحد من الهيمنة الأميركية على مقاليد الأمور، وخصوصًا في القطاعات الحيوية، مثل قطاعي النفط والكهرباء. وبحسب السفير الصيني في تصريحات سابقة له قبل عدة شهور، بلغ حجم التبادل التجاري السنوي بين العراق والصين أكثر من ثلاثة وثلاثين مليار دولار.

   ويرى مختصون في الشؤون الاقتصادية، أن الحضور الصيني ذا الطابع الاقتصادي الايجابي في الساحة العربية أخذ يتنامى ويتسع بصورة واضحة وملموسة، في مقابل اتساع مواقف ومشاعر الرفض للسياسات الأميركية القائمة على توظيف القوة العسكرية ودعم الكيان الصهيوني لترسيخ الوجود الاميركي في المنطقة. ويبدو واضحًا من خلال تصريحات بعض مسؤولي البيت الأبيض أن واشنطن غاضبة ومتذمرة من زيارة الرئيسي الصيني للمنطقة، اذ قال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي جون كيربي "ان زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ إلى السعودية مثال على محاولات الصين بسط نفوذها في أنحاء العالم".

   ويشير مراقبون لمسار العلاقات العربية - الصينية الى "ان الصين والدول العربية ظلت تعمل على إقامة الشراكة الاستراتيجية القائمة على أساس الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والفوز المشترك والمنفعة المتبادلة، وحتى الآن تمت إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية ذات الطابع الاستراتيجي بين الصين واثنتي عشرة دولة عربية على صعيد ثنائي، من بينها العراق"، وتؤكد الارقام أن حجم المبادلات التجارية والاستثمارات بين الصين والدول العربية تجاوز المائتين والخمسين مليار دولار سنويا، وهو بتوفر الرغبات المتبادلة والفرص والافاق الجيدة لدى كل الاطراف، اخذ بالتصاعد المستمر والسريع، لا سيما وأن عموم المواقف السياسية للصين حيال القضية الفلسطينية والملفات العربية الاخرى، يتميز بالتوازن والعقلانية.

   ولا شك أن تطور وتنامي العلاقات العربية-الصينية، ستكون له انعكاسات وآثار ايجابية على مسارات العلاقات العراقية-الصينية، وبالخصوص اذا كانت علاقات العراق مع محيطه العربي وفضائه الاقليمي تسير بالاتجاهات الصحيحة والمثمرة.

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك