المقالات

القمة العربية - الصينية وانعكاساتها الايجابية على العراق

1850 2022-12-10

عادل الجبوري ||

 

   توجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى العاصمة السعودية الرياض، للمشاركة في أعمال القمة العربية-الصينية التي من المقرر أن تعقد هناك خلال هذه الأيام، في اطار المساعي العربية لتعزيز آفاق التعاون والعلاقات الاقتصادية مع الصين، فضلًا عن رغبة الأخيرة بتقوية حضورها في عموم الساحة العربية.

  ومن المقرر أن تشهد الرياض ثلاث قمم، الأولى ثنائية تجمع كلًّا من الرئيس الصيني شي جين بينغ و"الملك" السعودي سلمان بن عبد العزيز وبحضور ولي العهد محمد بن سلمان، والثانية هي القمة الخليجية-الصينية التي ستجمع جين بينغ مع قادة الدول الخليجية الست، أما الثالثة فهي التي ستكون الأوسع والأشمل، متمثلة بالقمة العربية-الخليجية، التي سيشارك فيها مختلف زعماء البلدان العربية أو من يمثلهم.

   وبحسب مصادر رسمية، فإن السوداني الذي ذهب الى الرياض على رأس وفد رفيع المستوى ضم عددًا من الوزراء وكبار المستشارين والخبراء في مجالات مختلفة، من المفترض أن يعقد الى جانب مشاركته في القمة، العديد من اللقاءات مع الملوك والأمراء والرؤساء العرب، وسيبحث معهم سبل تعزيز وتطوير العلاقات بين العراق واشقائه في المجالات والجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية، بما يسهم في ترسيخ المصالح المتبادلة والقواسم المشتركة، وحلحلة الاشكاليات والعقد القائمة، وبما ينسجم مع طبيعة المنهاج الوزاري للحكومة العراقية الجديدة برئاسة السوداني، التي شرعت بمهامها في السابع والعشرين من شهر تشرين الاول-اكتوبر الماضي.

   الى جانب ذلك، فإنه من المتوقع أن يعقد السوداني وأعضاء الوفد المرافق له سلسلة لقاءات ومباحثات مع الرئيس الصيني وكبار المسؤولين في الحكومة الصينية لمناقشة جملة ملفات، من بينها تفعيل الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والصين، التي أبرمت قبل ثلاثة أعوام في عهد رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي، وكيفية مساهمة بكين في دفع عجلة الاستثمار في العراق بمختلف القطاعات، وآليات وسبل انضمام الأخير لمشروع الحزام والطريق الاستراتيجي الذي طرحته الصين منذ حوالي تسعة أعوام، وشرعت بخطواته العملية خلال الاعوام القلائل الماضية. 

   وتعد الصين شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا للعراق، حيث إنها من أبرز المستوردين للنفط العراقي، في ذات الوقت الذي تشكل السلع والبضائع الصينية على اختلاف أنواعها نسبة كبيرة من عموم حركة الأسواق والنشاط التجاري في العراق، فضلًا عن أن العديد من الشركات الصينية المتخصصة في النفط والطاقة لديها مشاريع استثمارية ضخمة. وتعوّل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة السوداني على تنمية العلاقات مع الصين وازالة كل العوائق التي تحول دون ذلك، من أجل تحقيق نهضة سريعة في مجال البناء والاعمار والخدمات وتوفير فرص العمل، لا سيما مع اعادة الروح للاتفاقية الاستراتيجية المبرمة بين الطرفين. ومن خلال ذلك، ستنجح بغداد بقدر معين في الحد من الهيمنة الأميركية على مقاليد الأمور، وخصوصًا في القطاعات الحيوية، مثل قطاعي النفط والكهرباء. وبحسب السفير الصيني في تصريحات سابقة له قبل عدة شهور، بلغ حجم التبادل التجاري السنوي بين العراق والصين أكثر من ثلاثة وثلاثين مليار دولار.

   ويرى مختصون في الشؤون الاقتصادية، أن الحضور الصيني ذا الطابع الاقتصادي الايجابي في الساحة العربية أخذ يتنامى ويتسع بصورة واضحة وملموسة، في مقابل اتساع مواقف ومشاعر الرفض للسياسات الأميركية القائمة على توظيف القوة العسكرية ودعم الكيان الصهيوني لترسيخ الوجود الاميركي في المنطقة. ويبدو واضحًا من خلال تصريحات بعض مسؤولي البيت الأبيض أن واشنطن غاضبة ومتذمرة من زيارة الرئيسي الصيني للمنطقة، اذ قال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي جون كيربي "ان زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ إلى السعودية مثال على محاولات الصين بسط نفوذها في أنحاء العالم".

   ويشير مراقبون لمسار العلاقات العربية - الصينية الى "ان الصين والدول العربية ظلت تعمل على إقامة الشراكة الاستراتيجية القائمة على أساس الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والفوز المشترك والمنفعة المتبادلة، وحتى الآن تمت إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية ذات الطابع الاستراتيجي بين الصين واثنتي عشرة دولة عربية على صعيد ثنائي، من بينها العراق"، وتؤكد الارقام أن حجم المبادلات التجارية والاستثمارات بين الصين والدول العربية تجاوز المائتين والخمسين مليار دولار سنويا، وهو بتوفر الرغبات المتبادلة والفرص والافاق الجيدة لدى كل الاطراف، اخذ بالتصاعد المستمر والسريع، لا سيما وأن عموم المواقف السياسية للصين حيال القضية الفلسطينية والملفات العربية الاخرى، يتميز بالتوازن والعقلانية.

   ولا شك أن تطور وتنامي العلاقات العربية-الصينية، ستكون له انعكاسات وآثار ايجابية على مسارات العلاقات العراقية-الصينية، وبالخصوص اذا كانت علاقات العراق مع محيطه العربي وفضائه الاقليمي تسير بالاتجاهات الصحيحة والمثمرة.

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك