المقالات

لا امان الا بعودة المهجرين


( بقلم : علاء الموسوي )

ما زالت خطة فرض القانون وبعد دخولها العام الثاني، تفتقر الى اهم مقومات انجاح هذا المنجز الامني الكبير، وهي عودة المهجرين و(المهاجرين) الى ديارهم التي سلبوها خفافيش الظلام وقوى الارهاب والضلالة. اذ بعد كل المساعي السياسية الخيرة، وصرخات الاهالي من تلك الشريحة المظلومة والمضطهدة في العراق الجديد، ما زال ملف (المهجرين) عائقا كبيرا في اكمال الدعم الجماهيري لهوية العمل السياسي، لاسيما بعد فشله في التخلص من تلك الظاهرة الطائفية المقيتة في جسد المجتمع الآني. فعلى الرغم من النجاح الامني في الكثير من المناطق الساخنة في البلاد، واستخدام الاساليب الهندسية والبرمجة العسكرية ( الامريكية والعراقية) في ملاحقة ومطاردة المنفذين لعملية التهجير الطائفي، بقي هذا الملف الخطير متلكأ في وضع الاليات السريعة لمعالجته، وطي صفحات الكراهية والحقد المترتبة عليه. الامر الذي يطرح الكثير من التساؤلات حول شيوع هذه الظاهرة وتفاقمها، في الوقت الذي كان البعض يرجح اسبابها الى عدم السيطرة العسكرية على مناطق التهجير، لذا يبقى الجانب السياسي والاعلامي الركيزة المفتقرة في الكشف عن المعاناة الحقيقية لتلك الشريحة المظلومة، والعمل اليومي الجاد لتشخيص الحالة المأساوية ووضح الحلول السريعة لتلافيها.

اذ يقدر عدد العوائل المهجرة الى يومنا هذا اكثر من (19828) عائلة مهجرة قسرا ومبعدة عن ديارها وسكناها، بحسب اخر احصائية عن وزارة الهجرة والمهجرين، كما اشار تقرير اخر صادر عن (المنظمة الدولية للهجرة ) يوضح معاناة شريحة المهجرين وفق العناوين الاتية:* 62 % من هذه العوائل المهجرة تكافح من اجل دفع ايجار المكان المتواجدة فيها، بسبب عدم وجود عمل او وظيفة. * 24 % انتقلت للعيش مع الاصدقاء والاقارب. * 10 % تعيش في البنايات العامة. * اما الثلة المتبقية من النسبة المئوية، فقد نزلت لتعيش في المدن والقصبات والمستوطنات الجماعية التي تفتقر الى الماء ووسائل الصرف الصحي والتخلص من النفايات وعدم توفر الكهرباء. *كما ويلا حظ ان الاغليبة الساحقة للمهجرين، هربوا بسبب التهديدات المباشرة لحياتهم من خلال هواتفهم الخلوية، او كتابات على حيطان البيوت التي يسكنوها، او مناشير التهديد التي تنذرهم بالرحيل.

ويشير التقرير في ختامه، الى الاطفال الذين انظم البعض منهم الى الارهابيين والخارجين على القانون، اما للحصول على المال، او للانتقام نتيجة العنف الذي ارتكب ضد عوائلهم ، فضلا عن حالات الافراط بالمخدرات بين الاطفال الذين فقدوا اباءهم ايضا . هذه الارقام المخيفة والمعلومات المذهلة لابد ان نقف عندها لنشخص المسألة وندعو من خلالها الحكومة الى السعي الجاد لعودة آخر عائلة مهجرة الى ديارها، فالقبض على قادة التهجير القسري وزمرهم لن يكفي في غلق هذا الملف وادعاء التحسن الامني في البلاد، ما قيمة الأمن والاستقرار وآلاف العوائل مازالت مهجرة عن ديارها قسرا؟.. الا يبرهن استمرار نتائج التهجير فشل الحكومة والعملية السياسية في انجاز مشروع المصالحة الوطنية ؟.. الا يثبت ذلك طيلة السنوات الماضية ان هناك اوراقا خفية يحاول البعض من (....) استثمارها لصالحه في اللعبة السياسية..؟. المواطن لن يستقر له بال ولن يؤمن بنزاهة الحكومة او الاحزاب السياسية، مادامت العوائل المهجرة تصارع الحياة وصعوبتها ومآسيها، تاركة وراءها طفولتها ومدرستها وتاريخها كله. لذا على الحكومة والقوى السياسية الطامحة للفوز بالانتخابات المقبلة، إصدار القرارات اللازمة والصارمة للقضاء على نتائج التهجير، ورفض الحلول المؤقتة، ناهيك عن اصدار قرارات جدية تأمر كل من شغَل داراً يعود الى أسرة مهجرة بمغادرته فورا، وتشكيل هيئة خاصة بمتابعة عودة العوائل ،وتعويض ما فقدته من اموال وارواح بريئة.ولا اعتقد ان الانتخابات المقبلة سيكتب لها النجاح اذا ما استطاعت القوى السياسية من القضاء على هذا الملف (الطائفي).حكمة اليوم (السياسي من يفكر بالانتخابات المقبلة، والوطني من يفكر بالاجيال القادمة).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-05-25
هذا المشكلة الكبيرة مع مخلفات الحروب يجب ان توضع برامج خاصة لها من قبل وزارة التربية والثقافة كذلك يجب على الحكومة العمل الجاد في هذا الاتجاة مع الاستفادة من الخبرات الدولية والدعم ايضا ومكافحة افت الارهاب والبطالة وادخال الاطفال الى المدارس وعلى الاقل عمل الى جميع المهجرين كارفانات مريحة واعطائهم راتب شهري كافي وادخال الشباب الى الدورات التعليمية والمهنية واخطر شي يبقى الى العراق اذا اصبح هذا كلة واقع حال لذلك على السياسيون والمثقفون والاعلاميون ورجال الدين ان ياخذوا هذا على محمل الجد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك