( بقلم : علاء الموسوي )
على الرغم من كل المطبات والعراقيل التي اجتازتها حكومة المالكي طيلة العامين الماضيين بجدارة منقطعة النظير،تبقى هناك الكثير من الجوانب الاساسية التي يجب تحقيقها لاكمال تلك المنجزات، والسعي الجاد لاستئصال المسببات الرئيسة للازمة العراقية على كافة الصعد، لاسيما واننا مقبلين على ملء النصف الثاني لمشروع الحكومة والعملية السياسية. نحن بحاجة اليوم الى صولات شمولية لكل القطاعات السياسية والامنية والاقتصادية، فالمتحقق منها لايفي بالغرض ولاينسجم وآمال المستضعفين من الفقراء والمحرومين من ابناء هذا الشعب، الذي يرضى بالقليل ولايطلب اكثر من ما هو متوفر وسهل يسير في ظل الميزانية الانفجارية التي نسمع عنها بالارقام والاسعار البيانية فقط. استطاعت الحكومة من التوفيق في اتخاذ القرار الجريء في لزوم فرض الامن واحترام القانون في كافة ارجاء البلاد، عبر مواجهتها الشجاعة في التصدي للمجاميع الخارجة على القانون وفلول القاعدة الارهابية، الا انها لم تفلح في استئصال الجناة والمحرضين لتلك الثقافة الدموية، كونها الدافع والمحرك الرئيس لكل المآسي والمحن في السنوات الخمس الماضية، وما كانت الازمات المفتعلة من قبل رموز التحريض والاقتتال الا دليلا قاطعا على ان استقرار الملف الامني لايتوقف على الجانب العسكري والحملات الميدانية فقط، وانما ترتبط المسألة بالتحالفات السياسية والضغوطات الفئوية والحزبية التي تعد عائقا كبيرا في انجاح ذلك الملف، واكمال منجزاته المهددة بشخصنة الاحزاب والشخوصات غير الوطنية، والتي لاتهمها غير المصالح الخاصة على حساب خيرات العراق ودماء شعبه. ناهيك عن استفحال الاوبئة السرطانية (حب المناصب وعبادة الكراسي) في العملية السياسية نتيجة الرؤية التوافقية (الملزمة) بقرار اميركي في الاقصاء والتعيين!.
لا احمل حكومة المالكي تلك المعايير غير المنطقية لفحوى العمل السياسي طيلة السنين الماضية في ارباك ملف الامن والاعمار في البلاد، فنحن على مساس مباشر (بحكم عملنا الاعلامي) بكل التقاطعات والمفرقعات التي تنتهجها احزاب وشخوص فرض العمل معها في ساحة التغيير والبناء، ولكن... تبقى المسؤولية الكبرى في التغيير واتخاذ القرارات الصارمة والحازمة بحق كل نهج او تصرف مخالف لواقع التغيير في عراق التاسع من نيسان، والالتزام بخدمة الشعب والتضحية بالغالي والنفيس من اجل اعادة السيادة والاستقلال لارض ومياه وسماء العراق. الفساد الاداري والمالي... التعالي على القانون وفرض الامن.... الاصرار على عرقلة الحكومة والسعي الى تقويضها... نشر ثقافة العنف والكراهية بين ابناء الشعب الواحد... كل هذه الملفات تحتاج الى صولات وجولات من قبل الحكومة واصحاب الثقل المحوري في السياسة العراقية، لانهاء نزيف المال والدماء، وطي الصفحات المظلمة(ففي كل فجر يشرق المستقبل)
https://telegram.me/buratha
