( بقلم : جميل الحسن )
بعد سقوط النظام الصدامي البائد تعرضت مختلف الدوائر والمنشات الحكومية الى اعمال سلب ونهب واسعة شملت كل شيء من السيارات الى الاثاث الى الاطارات الى الاسلحة وغيرها ,لكن دور المرجعية المباركة كلن حاضرا في التصدي لهذه الاعمال ومطالبة ابناء الشعب العراقي باعادة هذه المتلكات والمنهوبات الى الجوامع والحسينيات والتي سرعان ماامتلئت عن اخرها بهذه المواد طاعة لامر المرجعية المباركة ,حيث تمت اعادة قسم كبير منها الى الدوائر الحكومية بعد مدة قصيرة باستثناء المواد الموضوعة في الجوامع والحسينيات التابعة للتيار الصدري التي ماطل القائمون عليها في امر اعادتها ,بل كانوا الوحيدين الذين رفضوا اعادة هذه الممتلكات الحكومية رغم اوامر المرجعية بذلك والسبب في ذلك لان مقتدى امر بعدم اعادتها والاستفادة من اموالها ,حيث شهدت هذه الجوامع و الحسينيات صفقات تجارية كبيرة لبيع السيارات الحكومية والاغراض والاثاث المسروق ,فضلا عن الاطارات والبطاريات ,حيث ادارت هذه الصفقات شخصيات بارزة ونافذة في التيار وعملت على تحويل اثمان هذه الصفقات الى جيبها الخاص .
كما انها ادارت ايضا عمليات نهب وسلب منظمة لمنشات التصنيع العسكري في مناطق محافظة بابل وبالتعاون والتنسيق مع سائقي الشاحنات الحكومية الكبيرة لقاء مبالغ مالية كبيرة حيث قام هؤلاء الشيوخ بييع مادة الصفر (النحاس )المسروقة من هذه المصانع وبيعها الى تجار الخردة في منطقة الاورفلي ببغداد باثمان كبيرة جعلت هؤلاء الشيوخ ومن بينهم عبد الهادي الدراجي من كبار الاثرياء في المدينة ,حيث سارع على الفور الى شراء منزل فخم في منطقة البلديات بعد ان كان يسكن منزلا صغيرا ومتواضعا في مدينة الثورة .وهذه السرقات المعلنة والواضحة اثناء الحواسم والتي كان ابطالها رموز بارزة من التيار الصدري كانت تتم بمباركة من قبل مقتدى الصدر الذي لم يتدخل لمنع هؤلاء اللصوص من اعوانه او الايعاز شفهيا لهم بايقاف تلك الاعمال ,بل انه كان يشجعها بدليل عدم ادانته لها وتفضيله السكوت تجاهها .
وهذا السلوك استدام وتطور لاحقا اثناء المواجهات والاشتباكات المسلحة التي شهدتها مختلف المناطق خلال العام 2004 ,حيث تعرضت بعض المناطق والمباني الحكومية الى عمليات سطو ونهب مسلح قامت به عناصر من جيش المهدي شملت المكيفات والسيارات الحكومية واثاث المكاتب فيها بعد تهديد حراسها بالقتل في حال رفض ذلك .
ولم تتوقف اعمال السلب والنهب عند حدود الدوائر والمؤسسات الحكومية ,بل شملت ايضا مقرات الاحزاب التي هاجمتها ميليشيات جيش المهدي حيث عملت على الاستحواذ على اثاث تلك المكاتب ونهبها وسلبها بعد احراقها بضمنها عدد كبير من المصاحف التي تحولت الى كتل من الفحم من دون مراعاة حرمتها وقدسيتها ,كماانه وخلال احداث النجف عام 2004 وبعد لجوء مقتدى الى داخل ضريح امير المؤمنين عليه السلام قام اعوانه وانصاره بمحاولة نهب الخزانة العلوية المطهرة حيث تم لاحقا ضبط قطعة ذهبية نادرة في داخل منزل الشيخ علي سميسم بعذ سرقتها من داخل ضريح الامام علي عليه السلام ,حيث نهبها سميسم بعد مغادرته مع مقتدى الضريح في وقت لاحق مما يكشف عقلية السلب والنهب والاستحواذ التي تعد من ابرز ملامح التيار الصدري واتباعه من خلال نهب اموال الدولة وسرقتها وبيعها وتحويل اثمانها لجيبهم الخاص
https://telegram.me/buratha
