المقالات

سلطة الإقليم  تدعم التظاهرات لاسباب اقتصادية


د بلال الخليفة ||

 

ان الإقليم ومنذ عام 2003 تسعى الى التصرف في الإقليم وكانه دولة مستقله وكذلك تتعامل سلطة الإقليم مع الحكومة الاتحادية تعامل دولة لدولة لا تعامل إقليم لمركز وللعلم ان الدستور العراقي أشار الى ان العراق دولة اتحادية فدرالية وعامل الأقاليم معاملة المحافظات تقريبا وحتى في التمثيل الدبلوماسي او غيرة، وبالمقابل رئينا ان الحكومة الاتحادية ترفض إعطاء المحافظات جزء من صلاحياتها التي اقرها الدستور بينما تجعل سلطة الإقليم يتصرف كدولة مستقلة اكثر مما نص عليه الدستور ووصل الامر كان نظام الحكم في العراق كونفدرالي وليس فدرالي.

المخالفات الدستورية والتنظيمية لا يمكن حصرها في مقال لكثرها، لكن نسلط الضوء على قطاع النفط فقط وحتى هذا الملف يحتاج مجلدات للكتابة فيه لكن سنكتفي بالإشارة الى أشياء بسيطة منها مخالفة الإقليم للدستور في تشريعها لقانون النفط والغاز لإقليم كردستان دون الرجوع للمركز والذي انتج عنه تعاقدات كثيرة وصل الى اكثر من ثلاثون عقدا مع شركات اجنبية للعمل في الحقول النفطية والغازية في الإقليم وفي المناطق خارج الإقليم.

انتصرت المحكمة الاتحادية للدستور وللشعب العراقي ولأبناء الوسط والجنوب المنتج للنفط والغاز بإصدارها القرار العظيم  ي الدعوى (59/ اتحادية /2022) وموحدتها ( 110/اتحادية / 2019) بتاريخ 15 /2 /2022  والذي يقضي بعدم دستورية  قانون النفط والغاز لحكومة اقليم كردستان رقم (22) لسنة 2007 والغائه لمخالفته احكام المواد (110و111و112و115و121/اولاً) من دستور جمهورية العراق لسنة 2005 مع عدة فقرات حكمية ملزمة يتوجب على وزارة النفط الاتحادية وسلطات الاقليم اتباعها تنفيذاً لهذا القرار، مع توجيه المدعي العام (اضافة لوظيفته ) بمتابعه بطلان التعاقدات النفطية التي ابرمتها حكومة الإقليم.

وبالتالي ان كل ما نتج عن ذلك القانون من تعاقدات او غيره هو باطل بحكم القانون والدستور، واما ما يتم بيعه بعد اصدار قرار المحكمة لا يعتبر باطل وغير قانوني ودستوري فقط، بل فيه تحدي لكل ذلك وبالتالي ينطبق عليهم المادة 329 من قانون العقوبات النافذ والذي يعاقب من لم ينفذ او يقبل بقرارات المحكمة الاتحادية.

ماطلت سلطة الإقليم ولم تقبل بكل الحلول التي اقترحها الجانب العراقي والبعض منها مرضي للطرفين رغم انه يعطيهم أكثر مما يستحقون لكن العناد والرفض هو ديدنهم، ومن الملاحظ أيضا ان أطراف من سلطة الإقليم وكذلك أطراف أخرى لها علاقة بسلطة الإقليم شنت حملة شعواء ضد المحكمة الاتحادية العليا وشرعيتها واعضائها، وكذلك المطالبة بحلها.

هذه الأيام نشهد موجه تظاهرات قوية، حيث دخل المتظاهرون الى مجلس النواب العراقي وبقوا فيه، وبعد ذلك توجه المتظاهرين الى المحكمة الاتحادية والسلطة القضائية وهي لا دخل لها في الأمور السياسية وان الدستور العراقي وضح بان الحكم في العراق قائم على مبدا الفصل بين السلطات (المادة 47 من الدستور)، وبالتالي تعتبر ه1ذه الخطوة من صالح سلطة الإقليم التي تصدر النفط والغاز العراقي دون علم المركز واضافة الى ذلك ان الحكومة المركزية الحالية ترسل مئتي مليار شهريا للإقليم وفي الشهر الماضي تم ارسال ثلاثمائة مليار دينار، وهذا يعتبر اخذ من أموال الجنوب ووضعه في جيب سلطة الإقليم لا شعب الإقليم المغلوب على امرة.

ان التظاهرات الحالية هي تصب في مصلحة سلطة الإقليم لانها الان دون محاسبة ولا احد يلتفت لما تقوم بها، رغم ذلك رئينا أيضا موقف بطولي وشجاع من وزارة النفط في عدة مواقف لتطبيق قرار المحكمة الاتحادية ورفع دعاوي كثيرة لانتهاكات سلطة الإقليم منها في المحاكم المحلية التجارية وأخرى في غرف التجارة العالمية، واخر اجراء شجاع هو مخاطبة البنوك بعدم التعامل مع الأموال التي تخص بيع النفط من قبل سلطة الإقليم باعتباره هو احد إيرادات الخزينة المالية العامة للعراق وبالتالي هو ملك لجميع العراق لا ملط لسلطة الإقليم فقط (المادة 111، النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي في كل الاقاليم والمحافظات).

هي دعوه الان ان لا تنسى الأطراف السياسية المختلفة، حق الحكومة الاتحادية وحق أبناء الوسط والجنوب وحق أبناء المحافظات المنتجة للنفط وبالذات البصرة وميسان وذي قار في الأموال التي ينهبها الإقليم دون وجه حق ومخالف للدستور والمحكمة الاتحادية العليا.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك