المقالات

حسن النوايا لا تبرر الخطايا


( بقلم : كريم النوري )

الكثير من المغرر بهم في التأريخ والمضللين كانوا يحملون نوايا حسنة ودوافع سليمة وقد تبلورت لديهم قناعات خاطئة بسبب مقدمات خاطئة أيضاً. ولذا وصف امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) الخوارج بقوله"ان من طلب الحق فأخطأه ليس كمن طلب الباطل فأصابه" في اشارة واضحة وصريحة الى الكثير ممن يحمل نوايا تبدو طيبة ولكن فعله وممارسته سيئة.

وهذه القضية تبدو معقدة في فهمها وتتفاوت الاراء في تقييمها فقد اعتقد الشهيد السيد محمد باقر الصدر غير ذلك فانه يرى ان الدوافع والنوايا هي عادة أخطر من الممارسات بل قد يترتب على النوايا والدوافع كوارث وفواجع كمن يستكشف علاجاً لمرض خبيث من اجل مكسب مادي او مجد دنيوي فانه على استعداد لاختراع سلاح جرثومي قاتل للفتك بالبشرية بنفس هذه الدوافع لانها ليست من أجل انقاذ الناس وشفائهم. هذه القضية يمكن قبولها على المستوى الاخلاقي والاجتماعي ولكن على مستوى تطبيق القانون فلا يمكن استيعابها لان القانون لا يعرف النوايا ولا يحمي المغفلين ولا المضللين. القانون يتعامل مع الواقع بما يجسده من مواقف ممنوعة او مسموحة واما النوايا والدوافع فهي موكولة لقضايا العقاب والثواب.

وقد يقال بان ثمة فرق بين حسن النية وبين الاصرار على الخطأ وان ما يحصل في واقعنا من إبتزاز بحق المدنيين والمواطنين الابرياء بدوافع سياسية لا يمكن قبوله مطلقاً.  ومهما كانت النوايا فانها لاتبرر الاخطاء الفادحة التي ارتكبت بحق هيبة الدولة ومؤسسات الحكومة والاساءة الى النظام العام وخرق القانون. لابد ان تكون الحكومة حاسمة وحازمة في مواجهة الاخطاء والانحرافات فاي تساهل او تسامح في زاوية الانحراف سيكبر ويتعمق وسيشجع على الامعان في الاجرام والانتقام. اننا امام واقع جديد لتأسيس دولة القانون واحترام الانسان فاي تساهل مع العصابات الخارجة على القانون ستكون نتائجه كارثية على مستوى العراق الجديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك