المقالات

الحسين لايزال يمنع الأمويين من اختطاف الإسلام

1202 2021-08-15

  د. علي المؤمن ||

 

   حين رفع الإمام الحسين بن علي راية المعارضة للسلطة الأموية، ورفض بيعة رمزها الحاكم يزيد بن معاوية بقولته الشهيرة: (( ومثلي لايبايع مثله))؛ فإنه كرّس الحد الفاصل بين المدرسة الأموية الدخيلة التي اخترقت الصف الإسلامي بقوة وتخطيط وإصرار، وبين مدرسة الإسلام الحقيقي التي تعرضت لأبشع ألوان التآمر؛ بدءاً برزية السقيفة.    وقد طرح الإمام الحسين أهداف نهضته بكل وضوح: (( إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي))، و وضع إصلاح الأمة وتوعيتها وإعادتها الى خط رسول الله نصب عينيه، بعد أن تعرضت على يد الخط الأموي الدخيل الى الإنحراف والتضليل والانحطاط. وبذلك حصر الإمام الحسين أهداف نهضته بإصلاح الأمة بكل تفاصيلها؛ وانقاذها من الضلال والبدع والخرافة والإنحراف.    ولم يكن الإمام الحسين يستهدف إصلاح الحكم وإدارة الدولة وحسب؛ لأن نهضته لم تكن ثورة سياسية من أجل استعادة الحكم الذي اختطفه آل أمية؛ وإنما كان هدفه إستعادة الإمة التي اختطفها خط الإنحراف، وهو هدف أكبر بكثير من موضوعة السلطة.    عملت المنظومة الأموية، ومن ورائها مرجعيتها التي تشكلت في يوم السقيفة، على مسخ الأمة عبر كل وسائل التخريب النفسي والعقدي، وبث كل ألوان الضلال والخرافة والبدع والكفر، حتى باتت الأمة مفتونة في دينها وعقيدتها، ومنهارة نفسياً وروحياً.    وأصبح التنكيل بأئمة الإسلام المتمثلين بأهل البيت، ومحاربة العقيدة، والوضع في الحديث والكذب على رسول الله، ونشر الخرافة والبدع، وتوريث الحكم، والإستئثار بأموال المسلمين وتبذيرها على المحرمات، وقتل النفس المحرمة، وانتهاك حرمات المساجد، وممارسة الرذيلة والفسق والفجور، وشرب الخمر، واستحلال غيرها من الحرمات؛ أصبحت كلها ممارسات شبه عادية لاتستنكرها معظم شرائح الامة، وإذا استنكرتها، فإن الإستنكار لايتجاوز حدود الحديث مع النفس، أو التبرم في الغرف المغلقة، أو بعض الإعتراضات العلنية المحدودة جغرافياً، والتي كانت تقمعها سلطة يزيد بالقوة المفرطة؛ كما حدث في مكة والمدينة والكوفة.     وقد شاء الله (تعالى) أن يرى الحسين قتيلاً، وعياله سبايا؛ لكي يعيد الأمة المختطفة الى حضن الإسلام، ويصحح مساراتها جذرياً. و في الحسابات المادية؛ فإن نهضة الإمام الحسين استطاعت إيقاد شعلة الإصلاح والوعي، وإنقاذ جزء غير قليل من الأمة؛ وإن لم تستطع إنقاذ الأمة بأجمعها؛ لكن أهم إنجاز ميداني لنهضة الحسين هو تمكنها من تحييد الجزء الأكبر من الأمة، والحيلولة دون سقوطها النهائي في شرك الدين الأموي.    وبذلك منعت نهضة الحسين تحوّل الإسلام من دين الوحي والرسالة الى دين آل أمية، وصحّت مقولة ((لولا الحسين لاستحال الدين أموياً))
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك