المقالات

ازمة المياه..تحديات الحاضر ورهانات المستقبل

1183 2021-06-02

 

قاسم الغراوي ||

                              

تتعرض منطقة الشرق الاوسط منذ عقود الى ازمة مياه بسبب سوء توزيع الحصص المائية المتجهة من دول المنبع منها دجلة والفرات ومنبعها تركيا مرورا بسوريا والعراق وكذلك نهر النيل من اثيوبيا مرورا بالسودان وجمهورية مصر العربية .

بدات الدول تفكر في استخدام وسائل ضغط على دول اخرى لتحقيق غايات ومصالح تخدمها خصوصا الدول المتجاورة او المتشاطئة او تمر عبرها انهارا مشتركة دون مراعات للقوانين والاعراف والقرارات الدولية . وغالبا مايشير النزاع الى ان اطرافه على دراية بعدم التوافق في المواقف المستقبلية ، لذا فالحلول مؤجلة دائما ولاتوجد نية لمن بيده هذه الورقة للحوار لاتفاقية تحسم هذا النزاع ، انما هناك بروتوكولات تعاون وتفاهم الا انها لاتنهي المشكلة اساسا .

في عام 2002  استلم مقاليد السلطة في تركيا اوردغان وفي عام  2003 سقط نظام صدام ، وطيلة هذه الفترة الممتدة ولحد الان وماقبلها لم تنجح الحكومة العراقية في انتزاع حقوقها المائية من نهري دجلة والفرات اللذان ينبعان من تركيا ، ورغم المفاوضات والزيارات بين وفود البلدين  الا انها لم تفضي الى نتيجة . ونعتقد ستبقى الامور معلقة بل ستكون سيئة في المستقبل .

تركيا اسست مشروع الكاب واكثر من ست سدود شرق الاناضول وهي من ايحاء ومباركة ومساعدة امريكا والكيان الصهيوني وبمساهمة قروض من دول اوربية وخليجية .

ولم تكتفي تركيا بذلك فانشات سد اليسو لتخنق سوريا والعراق وتقلل الحصص الطبيعية لها ، وبتنا نشاهد بام اعيننا شحة المياه في النهرين مما اجبر العراق للتخلي (وهو بلد السواد) عن زراعة الكثير من المحاصيل الزراعية وخصوصا الرز الذي يحتاج الى كميات وفيرة من المياه ، وبات يستورد غالبية المحاصيل التي كان يصدرها في العقود السابقة .

ان استمرار مشكلة المياه يجعل من حالة الصراع او التعاون امرا قائما لان القوة فوق القانون الطبيعي وان عنصر السيادة القومية هي من تفرض وتوفر حالة الامن بمختلف انواعه ، اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان الامن المائي يوازي الامن العسكري والوطني  والغذائي ، لهذا كان تهديد الرئيس السيسي واضحا في خطابه ومهددا بنفس الوقت لاثيوبيا لعرقلتها وصول حصة مصر من مياه النيل بفعل بناء السد في اثيوبيا ولازال التفاوض قائما دون حسم .

في العراق نحتاج الى وفد متمكن يضم خبراء وفنيين واختصاص وكسب جولة التفاوض لصالحنا  لان العراق يمتلك ورقة ضغط اقتصادية حيث يستورد العراق من تركيا ماقيمته اكثر من 16 مليار دولار سنويا .

ان موقع تركيا الجيوستراتيجي بين الشرق والغرب وارتباطه الجيو سياسي مع اطراف دولية واقليمية منح تركيا القوة في استخدام هذا الملف ، وكذلك ملف تواجد حزب العمال الكوردستاني للضغط على العراق من اجل مكاسب  بينما يفتقد العراق للحصول على مثل هذه المكاسب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك