المقالات

قراءة في رواية عروس الفرات للكاتب د. علي المؤمن

1281 2021-04-26

 

د. ميمون الخالدي ||

 

  "عروس الفرات"  للكاتب  علي المؤمن هي رواية سياسية اجتماعية وثقت لحقبة زمنية عانی فيها المجتمع العراقي من ظلم النظام السابق واستبداده، وهذه الرواية بمثابة وثيقة تأريخية  تدون ما جری في تلك المرحلة.

    تبدأ أحداثها بسرد بسيط تلقائي ثم تتصاعد ليصل السرد الی فنية عالية ولاسيما في السجن ،حيث وُضعت عائلة عبد الرزاق الموسوي فيه، كان تركيز المؤمن علی الحدث اكثر من تركيزه علی العناصر الأخری، فغايته بيان واقعة الظلم والسجن والإعدام  الذي تعرضت له هذه العائلةولو تحرر من عاطفته أكثر لاستطاع أن يسبر الغور في نفوس أبطال الرواية ويبين لنا حالاتها النفسية وما مرت به تحت وطأة هذه الظروف القاسية!!

   علي المؤمن اختار عنوان (عروس الفرات) وهو ينفتح علی تأويلات عديدة، ففي الرواية أكثر من شخصية نسائية يمكن أن تكون هي عروس الفرات، فهناك (زهراء ) تلك العروس التي أعدموا خطيبها (صلاح عبد الرزاق) وفجعوا به العائلتين، وهناك (ياسمين) زوجة أحمد الذي استمر حضورها في الرواية الی النهاية، وهناك (شيماء) تلك الشابة الشجاعة الشامخة التي تم الاعتداء عليها ثم إعدامها،فكل شخصية من هذه الشخصيات النسائية يمكن أن تكون  هي (عروس الفرات).

   هذه الرواية لم تمتد لفترة زمنية طويلة،أي أنها محدودة الزمان والمكان، والأحداث فيها متسارعة ،وهذا راجع أيضا الی عاطفة الكاتب التي جعلته ينحاز الی الحدث عل حساب العناصر الأخری كما ذكرنا سابقا.

    "عروس الفرات": رواية تصلح لأن تكون عملاً فنياً سينمائياً، وليس درامياً، لمحدودية زمنها كما ذكرنا، وأتمنی أن أراها قريبا علی الشاشة ؛لأنها  توثق معاناة العراقيين وتجسد آلامهم  وعذاباتهم في تلك الحقبة.

    أخيرا، هذه الرواية أسلوبها سلس سهل، ولغتها شعرية، ولاسيما  في ذروة الحدث، أي أثناء السجن والتعذيب، وبالأخص حديث (شيماء)  فكان بمثابة مناجاة عذبة، وأنا أری حوارها مع  والدها وحوارها مع نفسها(المونولوج الداخلي) أجمل مشاهد الرواية.

    ولايسعني بعد هذه القراءة السريعة إلاّ أن أدعو مرة أخری لتجسيد هذه الرواية فنياً، وهذا ضرورة نحتاجها لحفظ الحقوق ولتوثيق الأحداث وإثبات الوقائع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك