المقالات

إصبع  على الجرح..آهات من العراق

1789 2021-02-23

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

قال أهل العقل في  باب النصيحة والرأي السديد والتعقل والحكمة , إن عليك أن تحجز مكانا خارج لعبة الفوضى وحبذا لو كان مرتفعا مفتوحا لرؤية جميع أبطال الفوضى بما فيهم الضارب والمضروب والجارح والمجروح والقاتل والمقتول  والناهب والمنهوب والشاتم والمشتوم والسارق والمسروق واللاعب والملعوب والدافع والمدفوع والآكل والمأكول والغاسل والمغسول والغادر والمغدور والحاسد المحسود والحاقد والمحقود عليه .

عليك أن تأخذ موقع المراقب والراصد والمتفرج حيثما تشتبك الأمور وينتشر الغبار وتتسع الفوضى ويتعالى الضجيج وتتزاحم الحجيج  ولا حجيج ويختلط الأبيض بالأسود والأخضر باليابس والغامض بالواضح والوضيع بالشريف والرذيل بالنبيل والسقيم بالسليم والباطل بالحق والمجنون بالعاقل .

 نحن اليوم في العراق نعيش كل هذا التناقض والتصارع والتناطح والتحاصص والتلاهث والتسابق والتقاتل والتخابث والتمايز , كغابة تعددت بها الأسود ولا اسود وكثرت بها الذئاب وتعالى نبيح الكلاب وتعالى عواء أبناء اوى وفاحت رائحة الخبائث واشلاء الفرائس وصدى نعيق الغربان يغطى اصداء المكان ونهيق الحمير يرتهن الأسماع ,

لم يبقى فيها غصن يأوي طيرا حر ولا عش لبلابل الحب ولا همس ولا سلام . ما نراه اليوم في العراق الذي لم يعد يشبه العراق  وما نبصره فيه من كل الزوايا يحزننا حتى البكاء ويخيفنا حد الرعب والقلق ويزعجنا حد الأشمئزاز ويقبض انفاسنا ويدمّر وجداننا ويستنزف دموعنا ويعتم وجداننا ويطيل ليلنا ويميت إحساسنا ويؤطر حياتنا بالبؤس والتعاسة والخيبة ويقتل فينا روح الأمل ويمزق اوراق الحلم وينثر قصاصات التفسير في يوم ريح على جبل مرهون بتداعيات المحظور .

 لست متشائما ولكني ارى الأمور كما هى على حقيقتها بلا رتوش ولا ظلال ولا تحميل ولا تجميل ولا تزوير .

تعددت فينا الرؤوس ولا رؤوس , وانتشرت في أحيائنا البنادق والمعاول والفؤوس , وأسودت بنا الأيام وتبددت الأحلام وتمزق القرطاس وتكسرت الأقلام وتعملق الأقزام وتطاول علينا الأدعياء وابناء الحرام .

 إنه زمن المأزومين والشواذ والمنبوذين والتوافه والمأسورين بعقدة النقص وارباب الجهل والمنتشين بقطيع الهمج الرعاع وارتال التملّق وطوابير الذل والنفاق . إنه زمن الكذابيّن . لا مكان اليوم في العراق للنبلاء ولا مجال لعلم العلماء ولا صوت للمثقفين ولا حظوة او حضور للشرفاء , عليهم جميعا أن يرضوا بما لم يرتضوا ويصبروا ويتصابروا حتى يشاء الله أمرا كان مقضيا .

نعم نحن اليوم تماما كما قال الإمام علي عليه السلام قد أصبحنا في دهر عنود وزمن كنود ، يعد المحسن فيه مسيئا  ويزداد الظالم فيه عتوا ,  أف لكم لقد سئمت عتابكم . أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضا ، وبالذل من العز خلفا .

 ما أنتم إلا كإبل ضل رعاتها  فكلما جمعت من جانب انتشرت من آخر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك