المقالات

هي المواكب إن كنتَ تجهلها ..!

1248 2020-09-22

 

حسين فرحان||

 

سنهمس همسا خفيفا لطيفا في آذان المتأزمين نفسيا نتيجة رؤية المواكب الحسينية وشعائرها ومن سماع اسمها حتى..

سنهمس دون ضجيج أو صراخ، فصراخنا قد ادخرناه للسواتر نعلن به التلبية لنداء الحق، وصراخنا ادخرناه للجزع من هول مصيبة أبكت السماء دما، لعلنا ننعم ببركات دعاء العصمة الساجدة وهي تردد: "وارْحَم تِلكَ الصَّرْخَةً الَّتي كانَتْ لَنا".

بكل أريحية وثقة نخاطب المعترض، المتشنج، المتأزم، المريض، وإياه وجارته نعني بقولنا: ( مواكب الحسين وما أدراك ما مواكب الحسين؟)

فإذا كنت أيها الحانق لا تمتلك إلا البصر الذي يجعلك في دائرة المادة دون غيرها، فغيرك يمتلك بصرا وبصيرة نافذة تجعله ينظر لما يزعجك بخلاف نظرتك القاصرة، وإذا كنت مشوشا إلى حد التخمة والإمتلاء بتفاهات فكرية ولوثات عقلية مستوردة فغيرك قد نهل من معين صاف عذب لا شائبة فيه، وإذا كنت ممن تنكر لدينه ولانتمائه وأصله وهو يعيش نوبات الخجل منها فغيرك مايزال يؤمن بكل تفاصيلها مفتخرا بذلك على العرب والعجم وما أقلت الأرض وأظلت السماء.

مشكلتك أنك لا تعرف ما تريد و لا تدري من أنت وما أنت، فأصبحت كالحطيئة لم تسلم منه حتى ذاته في النقد والإنتقاص دون غاية يدركها في ذلك.

مشكلتك أنك ضيق الأفق إلى حد لا يمنحك هذا الضيق فرصة للنظر إلى نفسك فضلا عن تجاوز حدود وطنك ومشاهدة ممارسات عهدتها البشرية ما أنزل الله بها من سلطان وهي أولى بأن تنتقد أو توضع في محل مقارنة مع ما يزعجك من شأن مواكب الحسين، لذلك سُلبت التوفيق ولم يعد لك من الهموم سوى أن تشن الحرب عليها متبجحا بثقافتك التي كتب عليها بالخط العريض (صنع في الخارج)، وقد منحك هذا الخارج سمة الحمير بدرجة الامتياز فصدقت أنك مثقف واع متحضر ليس لك هم سوى استعراض مصطلحاتك المريضة وتوظيفها لإسقاط (قوري) الشاي أو دلة القهوة من يد عجوز يخدم الزائرين في طريق كربلاء، او الاعتراض على رايات تعلو أسطح المنازل وقد خطت عليها عبارات حسينية عاشورائية لم تعهدها أنت في ثقافتك، فثقافتك لم ترتبط يوما بقضية حقيقية كقضية الحسين ولم تتصل برسالات السماء كما اتصلت قضيته عليه السلام، ومن الصعب عليك بل من المستحيل أن تفقه ما يجري، أو أن تفهم يوما معنى كلمات مثل: ( الولاية..العصمة.. العشق.. الانتماء.. الشعائر.. عاشوراء.. كربلاء.. خط الرسالة.. الانتظار.. الخدمة.. الزيارة.. ) وغيرها، لذلك ستبقى نظرتك قاصرة ما دمت قاصرا وما دمت تكره نفسك وانتمائك دون رشد، وأنى يأتيك الرشد وقد أقحمت نفسك في ظلمات لا تحصى طبقاتها.

سيصعب عليك - وإنت بهذه الحال- أن تفهم ان الكثير من الذين يخدمون في هذه المواكب هم من أصحاب الشهادات التي تفوق شهادتك لتبطل حجتك بأنها متخلفة.

سيصعب عليك أن تفهم أن المواكب بلغت من نظم الأمر ما يعجز عنه الوصف فقدمت صورا مشرقة في دعم الجبهات لوجستيا وتلبيتها لفتوى التكافل وامتثالها لتوجيهات المرجعية الدينية والتوجيهات الصحية في زمن تفشى فيه الوباء بينما كنت أنت تغط في نوم عميق ولتبطل حجتك بأن المواكب فوضوية.

سيصعب عليك أيها المختنق بالحقد أن تفهم بأن المواكب صنعت رجالا استشهدوا في الصحراء والجبال، وحرروا ثلث وطنك الذي تتبجح بالولاء له كاذبا وأنت تسعى لمحو هويته الدينية والثقافية.

سيصعب عليك أن تفهم كل ذلك لأنك خارج عن المألوف، ولا نعلم لم لا يصيبك الإحباط وأنت ترى أن بنيانك الذي تبنيه طيلة عام كامل تهده مجالس العشرة الأولى من كل شهر محرم يمر عليك وعلينا؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك