المقالات

حوار الغبران  

1588 2020-06-13

🖋 قاسم العبودي

 

نعتقد أعتقاداً جازما ، أن التشظي وغياب الرؤيا الحقة لدى أغلب الكتل السياسية في العراق ، فضلاً عن الأندكاك في تنفيذ أجندات أمريكية ، سيقود مفاوضات بغداد وواشنطن الى طريق يهيمن المحتل الأمريكي على الداخل العراقي بطريقة أو أخرى .

هناك ترجيح لدينا ، وشبه أعتقاد بأن المحتل الأمريكي سيحاول الألتفاف على القرار البرلماني القاضي بأخراج قواته من العراق ، بطريقة خبيثه يجعل معها المفاوض العراقي في حيرة كبيرة من أمره .

وقد صدر البيان الأول يوم أمس بعد اللقاء بين الوفدين العراقي والأمريكي الذي أشار بهدوء الى أمكانية خروج بعض قوات الولايات المتحدة الأمريكية من العراق أمتثالاً لقرار البرلمان العراقي .

ما حصل يوم أمس حوار وليس أتفاق ، وشتان بين الأتفاق والحوار ، وجل ما نعتقده ، بأن المحاور العراقي الذي تكتمت عليه الحكومة العراقية طويلاً ، أنما سقط في فخ الشيطان .

 من وجهة نظرنا ، نعتقد بأن السيادة خط أحمر لأي دولة في العالم ، ولما كان الأحتلال هتكاً  واضح لهذه السيادة ، فيفترض بالمفاوض العراقي بأن يكون ثعلباً ماكراً امام ذئب خبر طريقة الأفتراس والغدر .

يجب أن لايكون هناك تفاوض مع الجانب الأمريكي في مسألة بقاء القوات الأمريكية ، كون هذه المسألة حسمت تحت قبة البرلمان العراقي . المفروض التفاوض يكون خارج سياق هذه الجزئية التي أتعبت الشعب العراقي كثيراً .

كان يجب على الجانب العراقي المفاوض ، فرض الأعتذار من قبل الجانب الأمريكي في مقتل الشهيدين الحاجين سليماني وأبي مهدي المهندس ، وأمام الشعب العراقي وبشكل شفاف وواضح .

كنا نتمنى أن يستغل الجانب العراقي هذا اللقاء بالضغط على الأمريكي من أجل أنتزاع بعض القرارات المهمة ومنها أن ترفع أسماء الفصائل التي صنفتها واشنطن في وقت سابق بأنها أرهابية .

كنا ننتظر أن ينتزع  الجانب العراقي من الأمريكي رفع أسماء الشخصيات المقاومة للأحتلال بأنها أرهابية . لكن للأسف الشديد ذهب اللقاء الأول دون الألتفات الى هذه المسائل المهمة ،التي جعلت  من المفاوض العراقي لقمة سائغة في فم المفاوض الأمريكي .

كان يجب أن يكون أنتهاك السيادة العراقية يوم أغتيال الشهدين سليماني وأبو مهدي المهندس ، حاضراً لدى ذهنية المحاور العراقي ، الذي تغافل متعمداً أم ساهياً هذا الموضوع المهم . هذه الأطروحات لو أنها كانت حاضرة ، لدعمت موقف المفاوض العراقي وجعلته أكثر صلابة .

أنا على مستوى شخصي لا أرى خروج للقوات الأمريكية في القريب العاجل ، وأن حصل هذا الأنسحاب أرى أنه أنسحاب تكيتي لأعادة التموضع في العراق بطريقة أخرى ، ربما تكون أكثر وبالاً على الشعب العراقي من التواجد العسكري ، كأن يكون هيمنه على القرار العراقي وتدخلاً سافراً بصنع القرار السياسي .

خروج القوات الأمريكية المحتلة لن تؤثر على الأمن الداخلي العراقي ، بل بالعكس ستزيد من قدرة العراقيين على ضبط الحدود الغربية للعراق مع سوريا ، وقطع الطريق أمام دخول قطعان داعش الأرهابي مره أخرى الى العراق .

أن تنامي القدرات القتالية للقوات العراقية ، كفيلة بالتصدي لأي محاولة لزعزعت الأمن في العراق ، عكس ما تدعيه القوات الأمريكية بأن داعش سيعود في حال أنسحبت القوات الأمريكية من العراق .

أذا لم يضع المحاور العراقي مصلحة الوطن العليا بالسيادة المطلقة ، وخصوصاً هناك مطلب مرجعي من النجف الأشرف ، وأصطفاف جماهيري ، فضلاً عن القرار البرلماني القاضي بخروج القوات الأمريكية من العراق ، فان ذلك سيكون خرقاً كبيرا .

 

(( البصيرة .. أن تصبح سهما بيد دولة الفقيه ليسدد في صدر الشيطان الأكبر )) .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك