كندي الزهيري
أن ما نشاهده ونَسمعهُ بين الحين والاخر، من تَهويلات اعلاميه عديدة في مُختلف المجالات والأصعدة سواء ما يتعلق بالواقع الامني منها او حتى في المَشهد السياسيٍ والاجتماعي والصحي بشكلٍ عام ،
من تناقل لأخبار مُبالغٌ بها او مَغلوطةً في بعض الأحيان ماهي إِلا مُحاولة لِخلط الاوراق على الشعب وإشغال الرأي العام بأوهامٍ وأحلام هي من صنيعة الاعلام المأجور الذي يُحاول أن يُزعزع النفوس ويَزرع الخوف ويُربك الَمشهد بالبِلاد عموماً تحت مُسمى السَبق الاعلامي واستقطاب الجمهور بِشتى الاساليب والوسائل.
أن استخدام سلاح الاشاعات وتَهويل الاحداث ليس بجديد، حيثُ كان ولازال واحداً من أخطر الاسلحة ، وخصوصاً في ضِل تَواجد أفراداً سُذج وغير يَقظين يُساهموا بشكلٍ او بآخر بِتداول الاكاذيب والترويج لها.
فعلى سبيل المثال " اطرح اي تزيف او شائعة في الشارع او المواقع التواصل الاجتماعية " ، ستجد تفاعل غير طبيعي من المجتمع بنشر تلك الأخبار الضالة والمظلة بشكل سريع كنار في الهشيم ،
ولن تجد من يتدبر ويتحرى من مصدر المعلومة ،فيميز بين الصواب من الخطأ .
او يجعلها تقف عنده من دون مرورها لآخرين.
يعود ذلك إلى الثقافة المجتمعية الهزيلة ،وعدم وجود برامج توعوية تبين طرائق كسب المعلومة وتحليها والبحث عن اصلها وابعادها.
ان المجتمع بشكل او باخر غير قادر على التميز ، انما يأخذ المعلومات بشكل خام وينقلها من دون وعي ،والغريب بالأمر يتم اخذ المعلومات من المواقع المضرة والمشخصة من اغلب الناس!؛
تعدى التهويل والتخويف ليس فقط في الأمور الاجتماعية أو السياسية ،بالتعدى إلى تهوين من قدرات القوات الأمنية وتعظيم قوات الخصم وقلب الحقائق ، والمواطن لا يعلم ماذا يفعل هل ما يفعله صائب ام لا ؟.
واليوم نشاهد كيف تم التهويل حول مرض "الكورونا " لوجود اصابة في محافظة النجف الاشرف يشتبه بها ،لكن واجهنا تهويل اعلامي غير مسبوق مع ارعاب الشارع وجعله في حالة من الهستيريا والرعب الغير مبرر،
وهذا بدوره شجع اصحاب الأزمات إلى رفع اسعار المواد الطبية ،كنما موسم خير وقد حل عليهم .
ان مواجهة التهويل تحتاج إلى خطوة عدة منها:-
١-تقيم ودراسة الموقف.
٢-اتخاذ قرار بشأن استراتيجية والخطة لمواجهة التهويل وفق القانون.
٣- تحديث وتجزا المعلومات ،وتحديد البيانات.
٤- إرسال الرسائل اطمئنان إلى الجمهور المستهدف.
٥-والتواصل السريع وقطع المعلومات الخاطئ ومحاسبة الجهات المتورطة في عملية التهويل ،لكون ذلك يساعد على السيطرة على الوضع ،وأن الجهات التي تقوم بالتهويل لا تقل من الارهاب خطورتا.
وعل الاعلام ان يكون اكثر جدية في مواجهة الازمات من خلال ثلاث خطوات:
١- أصبح الإعلام عبر وسائله المتعددة أداة التفاعل بين الأزمة والكثير من أطرافها وحتى من ليس طرفًا مباشرًا فيها، كما لم يعد ممكنًا التعتيم أو الصمت الإعلامي على أية أزمات مهما تفاوتت في حدتها أو حجمها، فعلى المختصين التصدي إعلاميا والحفاظ على النظام العام.
٢-الإعداد الدقيق لإدارة الأزمة، وذلك بتقدير حجم وقوة وتأثير الإعلام المضاد محليًا أو خارجيًا، وعدم الانفراد بإدارة الأزمة إعلاميًا دون مشاركة جهات الاختصاص المسئولة عن طبيعة الأزمة.
٣-الاعتراف بوجود أزمة، بمعنى عدم إنكارها وتوجيه الرسالة الإعلامية الصحيحة المتصلة بها.
٤- رصد الدروس المستفادة من الأزمة قبل طي ملفها.
ومن المعيب على المواطن أن يجعل عقلة بين النسخ واللصق ،مما يجعله كالسفنجة يستقبل السلبيات ويطرحها إلى الآخرين ..
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha